تعد جزيرة فيلكا أحد أكثر الامكان الأثرية في الكويت ثراء بالآثار والمواقع التاريخية، حيث يعود تاريخ تواجد الانسان فيها إلى ما قبل الميلاد، وفي السياق أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة «إن التعاون الكويتي - الفرنسي في التنقيب عن الآثار الذي يمتد إلى 35 عاماً قد أسس للخطوة الكبيرة المقدمة من شركة توتال» بتمويل عمليات التنقيب عن الآثار في جزيرة فيلكا.

واشار اليوحة على هامش توقيع شركة «توتال» النفطية الفرنسية اتفاقية التمويل مع المعهد الفرنسي لآثار الشرق الأدنى في مقر إدارة الآثار والمتاحف في جزيرة فيلكا برعاية السفير الفرنسي كرستيان نخلة، لفت إلى أن «الشركة لم تدخل فيلكا بحثاً عن النفط، بل عما يخص الإنسان والنشاطات الثقافية المهمة».

وأكد اليوحة أن «الكويت تولي جزيرة فيلكا اهتماماً كبيراً، وهناك فريق متخصص يقوم بإعداد ملف كامل عن آثار فيلكا التي تضم تنوعا حضاريا متعددا من العصر البرونزي إلى الحضارة الهلنستية إلى العصر الحديث ما يجعل لهذا الموقع قيمة عالمية»، قائلاً «إن ترتيبات تجري بالتعاون مع اليونيسكو لوضع آثار فيلكا على قائمة التراث العالمي».

واثنى على التعاون الكويتي - الفرنسي في التنقيب عن الآثار الممتد إلى أكثر من ثلاثة عقود، مشيراً إلى وجود اتفاقية موقعة مع الجانب الفرنسي في هذا الصدد ومن خلالها يقدم الفريق الفرنسي - الكويتي تقارير دورية عن نشاط التنقيب على الآثار.

من جهته أكد مدير توتال الكويت ليونيل ليفا في كلمته بالمناسبة «إن شركة توتال تقدم الدعم للبعثة الفرنسية للتنقيب عن الآثار في فيلكا في إطار اهتمامها بدعم الأنشطة الإنسانية والعلمية، إذ تهتم بتمويل نشاط البحث العلمي توازيا مع الاهتمام بتاريخ المنطقة ويدخل ذلك ضمن أنشطة متنوعة من المشروعات في مجال التدريب والتعليم والثقافة والحفاظ على البيئة».

وذكر السفير الفرنسي بالكويت كرستيان نخلة «إن فرنسا مهتمة بآثار جزيرة فيلكا، وسعت خلال ما يزيد على 30 عاماً للاهتمام بالمنطقة»، معتبراً أن «الخطوة الحالية لشركة توتال بتمويل عمليات التنقيب هي تأكيد للدور الإنساني والثقافي لها في بالمنطقة».

من جانبها قالت رئيسة البعثة الفرنسية للتنقيب عن الآثار جولي بوترك «إن البعثة الحالية تعمل منذ العام 2011 في منطقة القلعة الهلنستية والقصور في فيلكا وتم العثور على قطع من الفخار اليوناني في القلعة الهلنستية التي تعود للإسكندر الأكبر بالإضافة إلى العثور على بقايا كنائس، وبعض الآثار الإسلامية في الجزيرة»، مشيرةً إلى أن «تمويل شركة توتال يتيح للبعثة تطوير البحث العلمي وإعداد التقارير بالإضافة إلى إنشاء صفحة على الإنترنت حول نشاطها».