البحث العلمي من شأنه احداث نقلة نوعية على كافة مجالات الحياة، ويسهم إذا ما وجد الدعم المادي والفني بتطور الحياة بكافة اشكالها من خلال البحوث والدراسات العلمية المتأنية، وفي السياق اكد المدير العام لمعهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري انجاز المعهد لمشاريع حيوية مهمة في مجالات البترول والمياه والبيئة والطاقة تسهم في تحقيق التقدم والسبق والتميز والرفعة للبلاد وصولا الى التنمية المستدامة، جاء ذلك خلال مشاركة المعهد في الاجتماع الاقليمي لمجلس البحوث العالمية الذي تستضيفه مؤسسة الكويت للتقدم العلمي اليوم وغدا للتركيز على أهمية وجود خطة وطنية معتمدة للبحث العلمي والدعم المادي الذي تقدمه الدولة لهذا الشأن فضلا عن استعراض المشاريع والبحوث العلمية الخاصة بالجهات العلمية.

وذكر المطيري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم انه تم خلال الاجتماع استعراض خبرات المعهد وانجازاته وخططه المستقبلية فضلا عن طاقاته البشرية الي يزخر بها والتي تسعى الى تركيز جهودها لتحقيق الرؤى والاهداف الطموحة والارتقاء بالمجالات البحثية.

واوضح ان هدف المعهد الذي انشئ من اجله هو تكريس كافة طاقاته خدمة للبحث العلمي وقد حقق منذ انشائه عام 1967 وحتى الان انجازات ومشاريع وبراءات اختراع يفخر بها وجميعها تصب في خدمة الكويت ومنطقة الخليج العربي والشرق الاوسط بل العالم أجمع.

وبين ان المعهد قام بالتعاون مع القطاع النفطي بتقديم الاستشارات والبحوث للمساهمة في تعزيز وتقوية انتاج النفط اضافة الى الابحاث المتعلقة باستخراج وتكرير النفط الخام ومراقبة ورصد التلوث الاشعاعي عبر مختبرات المعهد المتخصصة ومختبرات جودة الهواء المتنقلة ومشروع اعادة تأهيل البيئة من مخلفات الغزو العراقي الناجمة عن حرق الابار والبحيرات النفطية.

واشار إلى ان المعهد قام بتنفيذ مشاريع تتعلق بتحلية المياه باستخدام عملية التناضح العكسي والتي تسجل للمعهد كأبرز المشاريع في المنطقة اضافة الى مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي وتقنية الشحن الاصطناعي لمكامن المياه الجوفية، وفي مجال البيئة لفت الى أن المعهد دأب منذ بداياته على تقديم العديد من الاستشارات والبحوث التي تدعم متخذي القرار لحماية البيئة البحرية والحفاظ على موارد الغذاء ومعالجة التربة والدراسات البيئية حول ميناء مبارك الكبير وجزيرة بوبيان وتحديد مواسم صيد الاسماك والروبيان ومشروع استزراع الاسماك مثل الزبيدي الذي يعد من أوائل المشاريع البحرية الرائدة ومشروع انتاج سمكة (الشبيطي) التي أتت نتيجة تهجين سمكتي السبيطي والشعم.

ولفت الى نجاح المعهد بانتاج النخيل النسيجي والبطاطس والعديد من المنتجات الزراعية التي تساهم في دعم الأمن الغذائي في البلاد فضلا عن مشاريع الطاقة المتجددة وانتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الكهروضوئية.

وبين ان المعهد قام بتطوير كود المحافظة على الطاقة في الكويت الذي ساهم بشكل كبير بتوفير استهلاك الطاقة الكهربائية في المباني كما يتعاون على المستوى الاقليمي مع وزارات الكهرباء والماء في دول الخليج العربية بتنفيذ مشروع الربط الكهربائي اضافة الى ابحاث البنية التحتية للدولة.

واسترسل ان المعهد يساهم بتقديم الاستشارات والبحوث والدراسات في مجال الاقتصاد التقني لمختلف قطاعات الدولة ومنها مؤخرا مشروع دراسة استهلاك الأسر بالكويت للكهرباء والماء بالتعاون مع الجهات المعنية لايجاد حلول لترشيد الاستهلاك للحفاظ على الكهرباء والماء.

واضاف ان المعهد يتميز بخدمته الدائمة لأبناء المجتمع من ذوي الإعاقة حيث قام بتطوير نظام (البريل) وتوفير القرآن الكريم والمناهج الدراسية لذوي الإعاقة البصرية في الكويت والمنطقة واشراكهم مع اقرانهم في الدورات التدريبية الصيفية والربيعية التي تقام سنويا للطلبة على مدى 37 عاما وقدمتها لهم نخبة من القياديين والعلميين الذين يعملون الآن في مختلف قطاعات الدولة.

وشدد المطيري على حرص المعهد على مواكبة التطور العلمي في المنطقة ومتابعة كل ما يخص التقدم العلمي والتكنولوجي وتكييفها لتلائم البيئة المحلية كما يولي التخطيط الاستراتيجي أهمية قصوى ويسعى لتطبيق المشاريع الرائدة وصولا إلى التميز بالمجالين البحثي والعلمي.

وبشأن خطة المعهد الاستراتيجية الثامنة (2015-2020) افاد بأن المعهد وضع نصب عينيه عددا من المشاريع المتقدمة في مجالات عدة منها تحلية المياه عن طريق الأغشية وفتح باب للتعاون في مشاريع مشتركة مع مركز دسمان لأبحاث وعلاج أمراض السكر مبينا ان المعهد لن يتأخر عن التعاون مع اي جهة بالدولة وكل ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن.