توفر المحميات الطبيعية المقومات الرئيسة لبيئة متجانسة توفر فرصة كبيرة لحياة العديد من الحيوانات المختلفة، كما أنها بذات الوقت تحافظ على النباتات والحيوانات البرية، وفي السياق اعلن معهد الكويت للابحاث العلمية اليوم تخصيص دولة الكويت لنحو 15 في المائة من اراضي البلاد لانشاء خمس محميات طبيعية جديدة وذلك اعتبارا من بداية العام المقبل وحتى عام 2026، وقد تم الاعلان خلال مؤتمر صحافي نظمه المعهد للاعلان عن فعاليات الندوة الدولية حول (إنتاج النباتات الفطرية) المزمع عقدها بين ال10 و ال13 من نوفمبر الجاري بمشاركة 35 دولة منها 23 عربية.

وذكر مدير ادارة البحوث بالمعهد ورئيس اللجنة التنظيمة للمؤتمر الدكتور سمير الزنكي اعتماد 900 مليون دولار (ضمن التعويضات البيئية لدولة الكويت) لإنشاء المحميات الخمس الجديدة التي تشمل مناطق (الهويملية ووادي الباطن وأم قدير وأم الهيمان وأم نقا) شريطة زراعتها بالشكل التقليدي وفق متطلبات الامم المتحدة.

وبين الزنكي ان المعهد يهدف الى الوصول بانتاج تلك المحميات من البذور الى 23 ألف طن من بذور النباتات المحلية وانتاج 35 مليون شتلة من النباتات المحلية خلال السنوات العشر المحددة في برنامج انشاء المحميات.

وبشأن الندوة التي تبدأ فعالياتها يوم الاثنين المقبل افاد بأن معظم الدول المشاركة لها باع طويل في الحفاظ على النباتات الفطرية لذا يمكن للمعهد الاستفادة من خبراتها في هذا المجال.

وذكر ان اهداف الندوة تتمثل في المحافظة على التنوع الاحيائي وتأهيل المواطن الطبيعية للنباتات المتضررة ومراقبة أداء النظم البيئية الأرضية في المناطق الجافة مبينا ان الندوة ستتناول موضوعات رئيسية عدة وستقدم خلالها اوراق عمل لباحثين واختصاصيين بهذا المجال.

واشار الزنكي الى تنظيم زيارات ميدانية لمحطة الأبحاث في منطقة (كبد) للاطلاع على أحدث التجارب العلمية التي يقوم بها المعهد فيما يخص اكثار النباتات المحلية وتطبيق التقنيات الحديثة بالممارسات الزراعية وتعظيم الانتاج واستدامته، ولفت الى ان تنظيم الندوة جاء بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والبنك الإسلامي للتنمية وجمعية إعادة التأهيل البيئي مؤكدا ان توصيات ومخرجات الندوة ستكون ذات فائدة كبيرة بتنفيذ المشروع الوطني الخاص بالتعويضات البيئية في البلاد.

وأكد ان هناك 374 نباتا فطريا في الكويت منها 270 نباتا حوليا و80 نباتا معمرا بحسب الاحصائيات السابقة مشيرا الى تناقص تلك الاعداد بسبب تدخل العنصر البشري كالرعي الجائر والتخييم وجمع الصلبوخ ما ادى الى الاخلال بالمنظومة البيولوجية، واضاف الزنكي على ضرورة انشاء بنك للبذور بتعاون جميع الجهات والقطاعات في الدولة لافتا الى ان المعهد ليس جهة رقابية تتابع الحياة البيئية انما دوره ينحصر بتقديم الأبحاث العلمية.

من جهتها ذكرت رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر والمختصة بمجال التنوع البيولوجي ماجدة خليل ان المحميات الخمسة الجديدة تمتد على مساحة 1670 كيلو مترا.

وبينت خليل ان العمليات السابقة لتجميع البذور والتي بدأت منذ 15 سنة سجلت نفاذ المخزون وذلك بسبب استغلاله في المشاريع البحثية والدراسات المعملية.

من جانبه اكد مستشار مكتب المدير العام بالمعهد الدكتور فيصل طه ان الندوة ستشهد عرض دراسة لحالات اقليمية في المحافظة على النباتات الفطرية والاستخدام المستدام لها وجمع ومعالجة البذور واستخدام التقنيات المتطورة بالإنتاج.

واضاف ان الندوة الدولية ستتناول كذلك تأسيس شتلات النباتات الفطرية في الحقل وجمع البذور ومعالجتها وتخزينها وفحصها وإعادة تأهيل الموائل.