قال مدير الادارة المركزية للاحصاء الدكتور عبد الله سهر ان الكويت في طريقها لاستعادة مكانتها كمدرسة احصائية في المنطقة تقدم الخبرات والكوادر للدول الشقيقة متوقعا ان تستغرق هذه المدة ما بين 3 و 5 سنوات.

واضاف الدكتور سهر في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم بمناسبة تحضيرات الادارة للاحتفال بويبيلها الذهبي الذي يصادف يوم غد ان الادارة المركزية للاحصاء حققت قفزات نوعية مهمة منذ انطلاق خطة التنمية في عام 2010.

وذكر ان الجهاز الاحصائي في الكويت كان رافدا للتدريب والخبرات والكوادر البشرية لمعظم الدول المجاورة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي في حين شاب هذا الجهاز بعض الوهن نتيجة ربط الادارة بوزارة التخطيط التي عانت حينها من البيروقراطية في تسعينات القرن الماضي واستمرت على هذه الحال حتى عام 2007.

وافاد بانه في عام 2007 تم انهاء وزارة التخطيط وتوزيعها الى ثلاث ادارات هي الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات الذي امسى تحت مظلة وزارة المواصلات والامانة العامة للتخطيط التي اصبحت تحت المجلس الاعلى للتخطيط واخيرا الادارة المركزية للاحصاء التي اصبحت تحت اشراف وزير الدولة لشؤون التنمية.

واوضح انه في عام 2007 لم تضم (الاحصاء) ادارة مالية او ادارية او حتى نظم معلومات اوادارة فنية حتى عام 2010 مع انطلاق خطة التنمية وضعت بين اولوياتها تحديث الجهاز الاحصائي حيث تمت المباشرة باجراء تغييرات في الادارة المركزية للاحصاء وتنفيذ العديد من المشاريع الاحصائية اهمها التعداد السكاني العام ومشروع نظم المعلومات وتحديث البنية التحتية والمشروع الهيكلي للاحصاء.

وذكر انه تم ايضا في اطار تحديث العمل الاحصائي في الكويت فصل الادارة المركزية للاحصاء عن الامانة العامة للتخطيط ماليا واداريا ويتم حاليا اعداد وتنفيذ احد المشاريع الرئيسية للادارة والذي سيتم طرحه بالتزامن مع احتفالات الادارة بالذكرى الخمسين لتاسيسها وهو مشروع نظام معلومات متكامل ومتطور عن سوق العمل في الكويت.

وعن مشروع نظام معلومات سوق العمل قال الدكتور سهر ان المرحلة الاولى للمشروع تتضمن نظاما اليا متكاملا ومتصلا ببعض الجهات الرئيسية المشاركة وهي الخدمة المدنية والتامينات ووزارة الشؤون وبرنامج اعادة هيكلة القوى العاملة حيث تم اخذ بيانات عن اكثر من مليون وستمائة الف عامل وموظف كويتي وغير كويتي في مختلف القطاعات اي مايقارب حوالي 80 في المئة من قوة العمل في السوق المحلي.

واضاف ان المرحلة الثانية من المشروع تتضمن قيام الادارة المركزية للاحصاء باعداد منظومة متكاملة عن بيانات سوق العمل تقدم البيانات كافة التي تحتاجها الجهات الرسمية لاتخاذ القرار حيث ستصدر هذه الارقام في قوالب واشكال احصائية لها خدمات متعددة اهمها اعطاء صناع القرار صورة واقعية ورقمية واضحة.

وعن علاقة الاحصاء بالمنظمات الدولية اكد متانة هذه العلاقات خصوصا مع شعبة الاحصاء في الامم المتحدة وبرنامج الامم المتحدة الانمائي ومنظمة الاتصالات العالمية ومجلس الاحصاء الخليجي مبينا ان الاحصاء تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من وضع ورقتين خاصتين بالكويت على الموقع الالكتروني لشعبة الاحصاء العالمية وكتاب الحسابات القومية الى اللغة العربية الذي استفادت منه نحو 33 دولة على مستوى العالم.

وعن التحديات الحالية امام الادارة قال الدكتور سهر ان لدى الادارة هيكلا تنظيميا جديدا تسعى لتنفيذه بالتواصل مع الجهات المعنية اضافة الى العمل للحصول على مبنى خاص بالادارة وتجرى حاليا مباحثات مع وزارة المالية لاستئجار مكاتب للادارة حتى تشييد مبنى خاص بالادارة.

واضاف ان البنك الدولي حدد للادارة المركزية للاحصاء كجهاز احصائي احتياجاته البشرية بحوالي (450 – 550 ) موظفا اكثرهم مهنيون متخصصون الا انه في عام 2010 لم يكن في الادارة الا 110 موظفين في حين بلغ عدد الموظفين حاليا 320 موظفا بانتظار الحصول على مبنى خاص حتى يتم استكمال عملية التوظيف للوصول الى الرقم المنشود.

وعن النشأة التاريخية للاحصاء في البلاد اوضح ان انشاء مؤسسة متخصصة بالاحصاء في الكويت تزامن مع انطلاق دولة الكويت الدستورية الحديثة اذ انه بعد اقرار دستور للبلاد وانتخاب البرلمان بدات البلاد خطوات ثابتة لبناء المؤسسات الرئيسية لها التي كانت تشكل البنية التحتية للدولة الحديثة وكان من بينها الادارة المركزية للاحصاء التي اسست تحت القانون 27/1963 الذي يعتبر من اوائل القوانين في الكويت لتكون من بين اقدم المؤسسات الكويتية.