أدت الهجمة الارهابية في منطقة الشرق الأوسط إلى إعادة حسابات كثير من الدول، خاصة فيما يتعلق بالمناهج التعليمية التربوية التي يتلقاها الطلبة منذ نعومة اظفارهم، وفي السياق أخذت مناهج وزارة التربية تتجدد بمقاييس حديثة للمواطنة منها نبذ «الاضرابات» و«تعطيل مصالح الناس» و«رفض التخوين» و«الهجوم الشخصي » و«الطعن في الذمم المالية»، والباب مفتوح على المزيد من قيم الولاء والانتماء.

أكد الوكيل المساعد للبحوث التربوية والمناهج في وزارة التربية الدكتور سعود الحربي عن انتهاء قطاعه من إعداد سلسلة مقاييس المواطنة الصالحة للصفوف والمراحل التعليمية كافة ، من رياض الأطفال وحتى الثاني عشر متضمنة كثيرا من القيم التي تندرج تحت هذا الإطار العام وأهمها نبذ الإضرابات وتعطل المصالح.

وأوضح الحربي لصحيفة الراي الكويتية أن «إصدارات مقاييس المواطنة الصالحة تتضمن كثيرا من قيم الولاء والانتماء والتعايش السلمي وقبول الآخر وتقديم المصالح العامة على المصالح الفردية وتدعو إلى نبذ التخوين والهجوم الشخصي والطعن في الذمم المالية».

وفي سياق متصل أكدت الإصدارات التي تقع ضمن 12 كراسة مجلدة «وجود ثقافة مجتمعية خاطئة في الكويت دفعت كثيرا من المواطنين إلى الإلحاح في المطالبة بالحقوق المالية والاجتماعية والخدمية والثقافية والصحية والتعليمية، دون تقديم الحد الأدنى من الواجبات أو الاستعداد لتقبل محاولات الدولة لتغيير هذه الثقافة والفكر الاستهلاكي المعتمد كلياً على الدولة، إضافة إلى محاولات اقتباس أو تطبيق نماذج وسلوكيات لدول أو مجتمعات غريبة عنا ثقافياً ودينياً واجتماعياً وتاريخياً لا تصلح أبداً للتطبيق أو الاقتباس لدينا».

وحرصت على «ضرورة التأكيد على ثوابت المواطنة والوحدة الوطنية ،بأسلوب إيجابي يساعد المجتمع على التقدم والنماء والتأكيد على قيم الحوار وحقوق الإنسان والاتجاه لاحترام الرأي الآخر لدى النشء واللجوء إلى الوسائل الديموقراطية لمعالجة الخلافات في الرأي وتعارض المصالح، وهو ما يمكّن الأبناء في المستقبل من علاج أهم مظاهر الخلل في الممارسة السياسية في المجتمع، وصيانة المنظومة القيمية المجتمعية التي تحفظ وحدة وتكاتف المجتمع الكويتي في مواجهة الأزمات الأخلاقية والسلوكيات المنحرفة والغريبة على الهوية الثقافية الكويتية».

واشارت الاصدارات إلى «ضرورة احترام وتفعيل القوانين والتشريعات واللوائح باعتبارها الأداة الفاعلة لحفظ أمن واستقرار المجتمع الكويتي، وترسيخ مفهوم انتاج الثروة، وتعديل قيم العمل بشتى أشكاله باعتبارها أحد الأسس الرئيسة للوحدة الوطنية، ومعياراً للحراك الاجتماعي العادل، والطريق الصحيح نحو التنمية الاقتصادية».

وأوضحت أن «المناهج الدراسية ستشمل ثلاثة عناصر أساسية هي المعرفة المدنية والقيم والاتجاهات، ومهارات المشاركة المجتمعية الفاعلة»، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة الاهتمام بالثقافة السياسية بما ينمي لدى النشء مهارات التعامل الواعي مع قضايا المجتمع.