يؤدي توافد آلاف اللاجئين من جنوب السودان إلى تشكيل ضغط اقتصادي كبير على الحكومة السودانية، التي تواجه بدورها مصاعب لتوفير حاجياتهم الاساسية، وفي السياق طالب مبعوث الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق دول العالم الى "دعم السودان ومساندته في استضافته مئات الآلاف من اللاجئين من دول الجوار خاصة من دولة جنوب السودان"، وذلك خلال زيارة المعتوق أمس مع المفوض السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس لعدد من معسكرات اللاجئين بمنطقة (الجبلين) بولاية النيل الابيض السودانية الحدودية مع دولة جنوب السودان للوقوف على اوضاع اللاجئين والتعرف على احتياجاتهم الانسانية.

وذكر المعتوق في تصريح صحافي "ان هناك 180 ألف لاجئ في السودان فروا خلال الاشهر الماضية من الصراع الدائر في دولة جنوب السودان الى جانب لاجئين من دول الجوار الاخرى مثل ارتيريا واثيوبيا وافريقيا الوسطي وغيرها".

وشدد على ان "اوضاع اللاجئين ماسأوية وتحتاج الى تضافر الجهود الدولية مع السودان الذي فتح حدوده لاستقبال اللاجئين الذين ما يزالون يتدفقون الى الاراضي السودانية"، وعبر عن تقديره "لقرار الرئيس السوداني عمر البشير القاضي بالتعامل مع اللاجئين من دولة جنوب السودان كأبناء شعبه ونزع صفة اللجوء منهم، والسماح لهم بحرية الحركة والتنقل والعمل في أي مكان بالسودان".

وأوضح المعتوق مبينا "ان السودان يحتاج الى مواجهة الاعداد الكبيرة من اللاجئين التي اثرت على البنية التحتية ومختلف الخدمات في مجالات الصحة والتعليم والرعاية".

من جهته تعهد المفوض السامي غوتيريس بالعمل مع المعتوق "من اجل ايصال رسالة الى العالم بالجهد الذي يقوم به السودان في المجال الانساني وضرورة الوقوف معه"، معربا عن تقديره للسودان "الذي يستضيف اللاجئين رغم قلة الامكانات والتحديات التي تواجهه".

وابدى ثقته بأن يسهم الدكتور المعتوق في ايصال هذه الرسالة للعالم، مشيرا الى دور المعتوق في الفعاليات الانسانية الدولية ومنها مؤتمر دعم الوضع الانساني الذي أقيم بالكويت مؤخرا.

وطالب غوتيريس العالم "للانتباه لمحنة اللاجئين الجنوبيين وتزايد الحاجة للوقوف معهم خاصة في ظل عدم وجود بوادر حقيقية لإنهاء الصراع في بلادهم في وقت قريب".

واعلن "تكفل المفوضية السامية بثلث الاحتياجات التي حددتها ولاية (النيل الابيض) لتقديم الخدمات للاجئين والبالغة عشرة ملايين دولار"، مطالبا المجتمع الدولي وبقية المنظمات الى التكفل ببقية المبلغ. ومن المقرر ان يجري المعتوق وغوتيريس سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في السودان لبحث الاحتياجات الانسانية، فضلا عن توطيد علاقات التعاون بين الحكومة السودانية والمنظمات الانسانية الدولية وذلك خلال زيارتهم الحالية للسودان.