من المفترض من بعد نصف قرن من الديموقراطية و العمل المؤسسي باقرار الدستور  ، ان يكون المواطنين اكثر ثقافة لمفهوم الديموقراطية لكن يبدو ان الواقع على العكس خصوصا في اعلى هرم تعليمي وهو الجامعة .

مع قرب انتهاء انتخابات الجمعيات والروابط الطلابية في جامعة الكويت، ثمة مؤشرات بدأت تظهر في الافق حول فشل وانحدار مستوى التيار الاسلامي داخل الجامعة، على الرغم من الفوز الذي حققه في انتخابات اتحاد الطلبة وبعض الجمعيات والروابط.
وبحسب تحليل القبس الكويتية فان المتابع لحقيقة الارقام التي ظهرت في صناديق الاقتراع على مستوى انتخابات اتحاد الطلبة وانتخابات الجمعيات والروابط الطلابية، يلاحظ أنها تؤكد حقيقة ان قائمتي الائتلافية والاتحاد الاسلامي في تراجع، وان الطلبة بدأوا يتأثرون بانعكاس المجتمع بشكل واضح، لا سيما بعد ردود الفعل التي ظهرت خلال العام الحالي على حركة الاخوان المسلمين، وفق افادة بعض المراقبين للصرح الاكاديمي.
فمن الواضح خلال الانتخابات التي جرت العام الحالي هو نفور الطلبة في بعض الكليات من التصويت، حيث فضلوا المحاضرات والتجمعات البعيدة عن الاجواء الانتخابية، في حين اعلن البعض الآخر منهم خلال المهرجات الخطابية أنهم لا يريدون الانطواء تحت التيارات الاسلامية في الجامعة، وخير مثال ما حدث في مجريات انتخابات كلية التربية، وما ذكره منسق احد القبائل من الانتقال الى صفوف القائمة المستقلة.

وسيطرة «الائتلافية» والاتحاد الاسلامي على مدى 36 عاما، وما جرى في انتخابات اتحاد الطلبة يبينان ان كلتا القائمتين بدأت تفقد السيطرة بشكل تدريجي، فوفق المراقبين انه لو استمرت النتائج الحالية على مدى 3 سنوات فان القائمة المستقلة ستكسر احتكارهم في ظل ارتفاع مؤيديها عاماً بعد عام.
ومما هو لافت خلال الانتخابات التي جرت في الجامعة، هو ارتفاع النفس القبلي بشكل واضح، فأمراض المجتمع الخارجية بدأت تنعكس على الجامعة، بل أصبحوا صدى لمساوئ المجتمع عبر تعزيز تلك النعرات القبلية، ما جعل القوائم الطلابية التي رضيت بانطواء تلك التقسيمات ضمن صفوفها بعيدة عن تمثيل الشارع الطلابي ونقل ما يعيشه، فالجامعة تعاني من مشاكل كثيرة، ابرزها الكثافة الطلابية الكبيرة في الكليات وعدم وجود مواقف للسيارات، ونقص اعضاء هيئة التدريس ودراسة الطلبة في «شبرات»، فضلا عن ارتفاع نسبة العنف و«الهوشات» التي حدث في بعض الكليات.