تردي الخدمات الحكومية و البيروقراطية من ابرز المشاكل التي تعطل التنمية في البلاد ، والتي تتمثل بالدورة المستندية التي تطغى على الاعمل الصغيرة و الكبيرة .

فمبنى قديم ومتهالك بلا مواقف سيارات، وازدحام مراجعين وتأخير في انجاز المعاملات، وتعامل «لا إنساني» مع المندوبين هي العناوين الأبرز في إدارة عمل حولي.

ولعل الوصف الأقرب لإدارة عمل حولي، الذي خرجت به جريدة  القبس الكويتية  صباح امس، هو ان الإدارة على «طمام المرحوم» كما ذكر أحد أصحاب الأعمال خلال تواجده في أروقة الإدارة، فالازدحام ذاته والتأخير ذاته والتعامل اللا إنساني ذاته.

وظهرت الإدارة امس بلا جديد يذكر، حيث استمرت مشاهد الزحمة في جميع الأقسام والكاونترات، وتعالت صيحات الموظفين لنهر المندوبين الذين تغص بهم الأقسام، وبسبب الازدحام اضطر الكثير من المراجعين للوقوف تحت اشعة الشمس هربا من زحمة كراسي الانتظار، ويشكو عدد من الموظفين من ان بعض مندوبي الشركات لا يحترمون العمل، ويريدون انجاز المعاملات باسرع وقت على حساب بقية المراجعين.

ومن جهتهم، أبدى عدد من المراجعين من أصحاب العمل والمندوبين، امتعاضهم من آلية العمل التي تسير بها الإدارة، معتبرين ان الادارة من أسوأ إدارات العمل، من حيث تعطيل الإنجاز وتأخير المواعيد والمعاملة السيئة من قبل بعض الموظفين.

بدوره، اعتبر محمد العنزي (صاحب عمل) ان الإدارة تعاني المشاكل السابقة نفسها، من تأخير وتعطيل في انجاز المعاملات وازدحام المراجعين، لافتا الى ان المواعيد في قسم تقدير الاحتياج لا تقل عن اسبوع، قائلا «يعطونك موعد أسبوع والمعاملة ما تخلص حتى بأسبوعين».

وبدوره، اكد علي الفيلكاوي (صاحب عمل) ان هناك تعطيلا متعمدا في كثير من الاحيان لمعاملات المراجعين من قبل الموظفين، قائلا «هناك بعض من الموظفات طوال ساعات العمل الرسمي أكل وسوالف»، من دون ان يكون هناك أي انجاز للمعاملات.

من جهته قال محمد الظفيري (صاحب عمل): نعاني من مشاكل كثيرة في الادارة وفي مقدمتها الاعطال المتكررة في الحاسب الآلي والغياب المستمر لكثير من المسؤولين في الاقسام، بالاضافة الى قدم وتهالك المبنى الذي اصبح غير صالح للاستخدام كادارة حكومية تستقبل عددا كبيرا من المراجعين، لاسيما في ظل انعدام وجود مواقف السيارات.

واضاف: هناك مشكلة كبيرة يعاني منها مراجعو ادارة عمل حولي، وهي استغلال مكاتب الطباعة والتصوير الموجودة داخل مبنى الادارة والقريبة منها للمراجعين، حيث يتعمدون رفع الاسعار حتى وصل سعر تصوير المستند الواحد 100 فلس.

اما سلامة محمد (مندوب)، فقد اعتبر ان هناك موظفين في عدد من اقسام الادارة يتعاملون مع المندوبين كأنهم «عبيد» يعملون لديهم، مضيفا: دائما ما نسمع من هؤلاء الموظفين الصراخ والنهر في الكلام، حيث يقف طابور طويل في بعض الاحيان من المراجعين المندوبين، في حين يعمد بعض الموظفين الى الحديث عن الواتس اب والالعاب في الموبايل مع زميله.

قال احد مندوبي الشركات بسبب تأخير انجاز المعاملات في إدارة عمل حولي نضطر الى الحضور من 5 الى 6 مرات في ايام مختلفة من أجل انجازها، وهو ما يضعنا في حرج امام المسؤولين في الشركات الذين يعتبرون التقصير من المندوب وليس من ادارة العمل.