بدت مقالة نشرتها وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية روتينية، إذ نقلت عن وزير الطرق والتنمية العمرانية قوله إن الوزارة لم توقع عقداً مع شركة خاتم الأنبياء للإنشاءات لاستكمال طريق سريع رئيسي من طهران إلى الشمال.
لكن أمرين ميزا الخبر الأول إن خاتم الأنبياء واحدة من كبرى الشركات التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، والثاني أن رئيسها عباد الله عبد اللهي قال قبل ثلاثة أيام فقط إن الشركة وقعت العقد مع الوزارة.
زخم سياسي
وكان تقرير الوكالة في ديسمبر (كانون الأول) 2013، إحدى الإشارات إلى أن الرئيس حسن روحاني الذي تولى السلطة في أغسطس يستخدم الزخم السياسي بعد تحسن العلاقات مع الغرب، بسبب البرنامج النووي الإيراني في كبح جماح النفوذ الاقتصادي للحرس الثوري.
وشكك وزراء بحسب رويترز في عقود قائمة بين الحكومة والحرس، بل ألغيت بعض العقود، مثل عقد الطريق السريع، بعد أن ظلت عالقة منذ وصول روحاني للرئاسة خلفا لأحمدي نجاد.
وانتقد قادة كبار في الحرس الذي تأسس قبل نحو 35 عاماً للدفاع عن نظام حكم رجال الدين في إيران المحادثات النووية، لكنهم كانوا أكثر تكتماً عند الحديث عن القيود على مصالحهم الاقتصادية.
وقال الماجور جنرال محمد علي جعفري في ديسمبر (كانون الأول) إن حكومة أحمدي نجاد كانت تصر على مشاركة الحرس في الاقتصاد.
وأضاف في إشارة إلى وكالة أنباء الطلبة الإيرانية: “لكننا أخبرنا السيد روحاني بأنه إذا شعر أن القطاع الخاص يمكنه تنفيذ هذه المشروعات، فإن الحرس الثوري مستعد للتنحي جانباً بل وإلغاء العقود”.
وبنفس اللهجة انتقد جعفري المفاوضات النووية، ونقلت “فارس” عنه قوله إن إيران خسرت الكثير ولم تكسب سوى القليل، واستهدف حديثه روحاني بصورة مباشرة أكثر، وقال: “أهم ساحة تهديد للثورة الإسلامية – ومن واجب الحرس حماية مكتسبات الثورة- هي ساحة السياسة. ولا يمكن للحرس التزام الصمت حيال هذا.”