لم تكن بداية نموذجية للعام الدراسي الجديد مثل ما صرح مسؤولي وزارة التربية وكما توقع المواطنين، وسرعان ما ظهرت على السطح عيوب الحلول الترقيعية، واعترف بها المسؤولين - على مضض  - عندما ووجهوا بالحقيقة المزعجة، فاعترف احدهم بوجود نقص في الكتب وبرر بأنها في المطبعة وسوف تصل قريبا، بالإضافة إلى أن الكثافة الطلابية مرتفعة في عدد من الفصول!

بالأمس خطى تلامذة الصف الأول الابتدائي ورياض الاطفال أولى خطواتهم في العام الدراسي الجديد 2014/2015 ، على أن يتبعهم اخوانهم في الصفوف الابتداية اليوم، بينما يدشن طلبةالابتدائي والمتوسط أول ايامهم الدراسية يوم الاربعاء المقبل.

وقد كان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة والصناعة وزير التربية والتعليم العالي بالوكالة الدكتور عبدالمحسن المدعج متواجدا في الصباح الباكر في مدرسة كعب بن زهير الابتدائية بنين، ومدرسة حومة الابتدائية بنات، للاطلاع على بداية العام الدراسي ميدانيا، وتطرق لعدد من المواضيع في تصريح لوسائل الاعلام،حيث أعلن عن سلسلة من القوانين سترفع إلى مجلس الأمة لتناقش في دور الانعقاد المقبل، وعلى رأسها قانونا التعليم الخاص وإلزامية التعليم لرياض الأطفال بدءاً من المستوى الثاني.

وأشاد الوزير المدعج ببداية العام الدراسي قائلا "إن هذا هو التجمع الأول للتلاميذ، ووجدنا ما يثلج الصدر من جاهزية واستعدادات كاملة، وكيفية تأهيل الطفل عندما يدخل المرحلة الابتدائية بوجود والديه وأساتذته وزملائه، فوجدنا الجو الاجتماعي الذي اعتدنا عليه، وهذا بلا شك بداية طيبة في ما يتعلّق بالمرفق التربوي والتعليمي"، ونفى الوزير المدعج وجود أي نقص أساسي في الاستعدادات التربوية والتعليمية، مؤكدا "أن الأمور تسير بشكل طبيعي، وجهود المسؤولين في الوزارة أثمرت ثمراً طيباً في هذا الجانب".

واشار الوزير المدعج إلى قانون التعليم الخاص حيث أوضح إن القانون يحتاج إلى إقرار لتنظيم العمل في هذه المدارس، متطرقاً إلى تجاوزات المدارس الخاصة من زيادات للرسوم ومخاطبات للبلدية وإنشاء فصول إضافية، ولفت إلى أن جميع هذه النقاط تبحث الآن في أروقة وزارة التربية بشكل سليم وجيد، وإذا كانت تحتاج إلى تشريعات فستصدر لها التشريعات، وإذا كانت تحتاج إلى الاتصالات الجانبية فستعمل، مبيناً وجود دراسة حقيقية لهذا الوضع.

و لم يغفل الوزير المدعج الزيادات التي فرضتها عدد من المدارس العربية الخاصة موضحا بأن ملف زيادة الرسوم في بعض المدارس الأجنبية، حيث قال "ملف الرسوم الدراسية في عهدة وكيلة التربية، وستوافيني بتقرير شامل بشأنه".

وفي شأن تربوي آخر وبما يتعلق بموضوع الحدة الوطنية شدد الوزير المدعج على أن الكويت جبلت على التسامح والوحدة الوطنية، ويجب أن يكون الشعب الكويتي كله من أقصاه إلى أقصاه يشعرون أنهم أبناء وطن واحد، ولديهم مواطنة وتحت مظلة الكويت فقط، وليس هناك أي انتماء يعلو على انتماء الوطن، وأضاف "إن الوزارة تدفع أبناءها التلاميذ، لا سيما من هم في مراحل التعليم الأولي، إلى أن يكونوا ملتزمين بخط الآباء والأجداد في جميع مراحلهم التعليمية، حتى يحملوها كأمانة ويلتزموا بأدائها بإخلاص".

وردا على سؤال حول نقل الطلبة بين المدارس الحكومية والخاصة أكد الوزير عبدالمحسن المدعج، بالقول "إن قرار وقف النقل يبدأ من الصف العاشر إلى الثاني عشر، وهو قرار أصدره أحد وزراء التربية السابقين، وأحترمه".

وعلق الوزير المدعج على وجود عيوب في بعض مظلات ساحة العلم، خصوصاً أنها لا تحجب الشمس عن الطلبة، حيث قال وزير التربية بالوكالة، عبدالمحسن المدعج "إن أمور الأمن والسلامة تدفعنا إلى أن تكون بهذا الشكل، مبيناً تعرّض إحدى المدارس لحريق خلال الفترة السابقة، فكان يجب أن يصعد الدخان إلى أعلى، وهذا قد يكون من الناحية الهندسية صحيحا"، واكد في هذا الإطار أن هناك تنسيقاً وإشرافاً مباشراً بين وزارة التربية وكثير من الوزارات، وعلى رأسها الأشغال، للوصول إلى الحلول المثلى في كل الجوانب.

من جانب آخر اصدر الوزير المدعج تعليماته بإزالة 50 مدرسة آيلة للسقوط في عموم المناطق التعليمية، متعهداً بتوفير الميزانية اللازمة لهذا العمل وإصدار القرار الوزاري، حيث يجب أن تمشي الأمور بشكل سريع من دون تأخير، مبيّناً أنه أعطى الضوء الأخضر في هذا الأمر، وكل ما هو معلّق يجب أن يبت فيه.

من جهتها اشادت مديرة عامة منطقة الفروانية التعليمية بدرية الخالدي بزيارة وزير التربية د. عبدالمحسن المدعج في أول يوم دراسي لطلاب الأول الابتدائي من خلال اطلاعه المباشر على سير العمل يعدان دافعاً لمواصلة الإنجاز، وخلق أفضل السبل لتهيئة القدرات المنشودة لانطلاق العام الدراسي وفق الطموح.

واكدت الخالدي استكمال الاستعدادات لاستقبال العام الدراسي، وتواصل إدارات المنطقة مع جميع الملاحظات المعيقة للعمل، والبدء في علاجها وفق الخطط الموضوعة للجنة الاستعداد، وأوضحت أن فرق الصيانة تتابع ميدانياً جميع ما تتلقاه من ملاحظات من المدارس عبر الخط الساخن الذي خصصته المنطقة بهذا الصدد، موضحة أن إدارات المنطقة سخّرت جميع أجهزتها في الإدارات والمراقبات لتسكين الشواغر واستقرار الإدارات المدرسية في الهيئات التعليمية والإدارية.

وبشفافية التربويين اعترف مدير منطقة حولي التعليمية انور العنجري بوجود مدارس تعاني من الكثافة الطلابية في بعض المناطق، نتيجة زيادة اعداد الأسر في البيت الواحد جراء الايجارات او سكن الاولاد مع الوالدين، وعدم بناء مدارس في بعض المناطق الجديدة، مستدركاً ان المنطقة بالتعاون مع مديري ومديرات المدارس استطاعت ان تتجاوز هذا الامر بالقدر المعقول.

وبشأن مشكلةالتكييف المزمة ذكر العنجري ان مضوع التكييف في المدارس تتم معالجته أولاً بأول، ملفتاً إلى وجود نواقص في الكتب المدرسية بصدد وصولها الى المدارس، خصوصاً ان هناك كتباً للمناهج الجديدة للمرحلة الابتدائية ما زالت في المطبعة، على امل ان نتسلمها في اقرب وقت، وأكد وذكر ان المنطقة تجاوزت ال‍ %90 من التجهيز والاعداد، وتتدارك اي ملاحظات أولاً بأول.

جدير بالذكر أن إجمالي عدد أطفال رياض الأطفال في المستوى الأول 19633 طفلاً، أما إجمالي عدد أطفال المستوى الثاني فيبلغ 23178 طفلاً.