ان الامر المثير للاستغراب في الوقت الراهن بالكويت هو وجود اكثر من حقيبة وزارية تم اسنادها "بالوكالة" في الحكومة الحالية ، فالتربية وهي اهم وزارة بالبلاد و التعليم العالي التي لا تقل شأنًا عنها و الاوقاف والعدل كلها وزارات بلا وزير اصيل يديرها بتركيز عالي ومتفرغ .
ونقلت صحيفة الوطن الكويتية عن مصادر برلمانية مطلعة بان هناك تحركا يقوده عدد من النواب وبدعم نيابي واسع لمحاولة: اما تشكيل لجنة لمقابلة سمو رئيس مجلس الوزراء أو تكليف نائبين يتم اختيارهما بالتوافق للجلوس مع رئيس الحكومة ووضع كافة الملفات الشائكة والمهمة على طاولة البحث وتعليق جرس الانذار قبل بدء دور الانعقاد المقبل.
وقالت المصادر ان هناك عدة ملفات يجب ان ينتبه لها رئيس الوزراء اذا كان ينشد استمرار التعاون بين السلطتين خلال المرحلة المقبلة، واذا كان يرغب في ان يستمر الوفاق والانجاز اللذان كانا عنوانا للمرحلة السابقة بين المجلس والحكومة، مشيرة الى ان من أبرز القضايا ان يقدم رئيس السلطة التنفيذية تنازلات في شأن الابتعاد عن التعنت والمكابرة في اجراء تغييرات على الحكومة الحالية التي يتعبر بعض أعضائها مشاريع أزمة قادمة بين السلطتين.
وأشارت المصادر الى ان المجلس القادم لديه الكثير من الملفات الشائكة التي تحتاج الى وزراء على قدر كبير من المسؤولية ولديهم الحس الوطني في العمل السياسي الممنهج وأن يكونوا رجال دولة قادرين بالتعاون مع مجلس الأمة على تنفيذ الخطط والمشاريع المستقبلية التي تحتاجها الدولة والمواطنون خصوصا في ظل وجود هذا المجلس الذي يمد يده الى يد الحكومة من أجل البناء، مشددا على ضرورة ان يتفهم رئيس الحكومة أن المجلس يسير معه في نفس القارب وأن يبتعد عن المكابرة وبعض مستشاريه الذين يغيرون له وجه الواقع الجميل الذي تعيشه السلطتان.
وأكدت المصادر ان هناك عدة اجتماعات ستعقد بين النواب من أجل تدارس ضرورة مواجهة رئيس الحكومة بعدد من الملفات حتى يكون على علم واطلاع كامل على ما ينتظر منه من دور قبل بدء دور الانعقاد وحتى لا تتسع دائرة الخلاف وأن يتم احتواء الأزمة الوشيكة المقبلة بين السلطتين.
يأتي ذلك فيما ارتفعت وتيرة وحدة الخلاف بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة والصناعة ووزير التربية ووزير التعليم العالي د.عبدالمحسن المدعج والنائبين د.عبدالحميد دشتي ود.عبدالله الطريجي، حيث هدد مجددا دشتي الوزير المدعج بأن الاستجواب قادم وأنه رصد كافة تجاوزاته، مطالبا اياه بالاستعداد لمواجهته على المنصة «ان أمهله القدر».
جدير بالذكر ان الطريجي و دشتي لهما توجه سياسي مختلف تماماً لكنها اتفقا على الوزير المدعج في حالة سياسية نادراً ما تحدث.
