عندما يأتي فصل الصيف فان الازدحام يصل الى مستويات منخفضه ، ذلك لان الكويتيين يفضلون الهجرة المؤقت الى دول ذات طبيعة خلابة او اكثر بروده ان صح التعبير .
و أجرت صحيفة القبس الكويتية استطلاع رأي واسعاً تبين فيه أن نحو 100 ألف أسرة كويتية لم تسافر خلال الصيف، كما أن عدد هذه الشريحة هو نفسه تقريباً إذا أردنا معرفة من لا يسافر من الكويتيين للسياحة والترفيه، علماً بان الصيت هو أن «الكويتي محب وراغب وحتى مهووس بالسفر». لكن الحقيقة البحثية تؤكد ان هذا صحيح بالنسبة لشريحة فقط من المواطنين ولا تنطبق على شريحة أخرى. ومن الأسباب التي ظهرت من خلال البحث والتدقيق فقد برزت عدة معطيات تشرح سبب عدم سفر شريحة من الكويتيين وذلك كما يلي:
1 - العامل المادي هو الاهم. فهناك من لا يستطيع دفع تكاليف رحلات كما يفعل اخرون. وهذا العامل اساسي لدى شريحة اصحاب الدخل المحدود او حتى المتوسط، كما في هذه الشريحة من يرزح تحت اعباء قروض واقساط وبالتالي لا يستطيع دفع تكاليف الترفيه الكمالي.
2 - هناك عائلات كبيرة بعدد افراد اعلى من المتوسط العام. وقد يصل العدد الى 10 على سبيل المثال. وهذا بين العوامل المثبطة لفكرة السفر الجماعي لانه مرهق جدا اذا ارادت هكذا عائلات تقليد عائلات اخرى بالسفر والانفاق على السياحة كما يجب.
3 - هناك عائلات محافظة، وهي تاريخياً لا تسافر لأسباب متعلقة بالتقاليد والعادات. كما بين هؤلاء من يقتصر السفر عندهم على الحج والعمرة وزيارات المقامات والعتبات المقدسة فقط. ولهذه الشريحة تقدم بعض شركات السياحة والسفر عروضاً للسفر الملتزم بمعايير اخلاقية معينة ولبلدان وأماكن معينة.. ومع ذلك نجد ان هناك من لا يسافر من العائلات المحافظة، مفضلا البقاء في الكويت.
4 - هناك أفراد وعائلات قادرون على السفر ولديهم امكانات لذلك اذا ارادوا، لكن هذه الشريحة لا تسافر لانها مقتصدة، ولا تحبذ الانفاق الا على العملي والمفيد، مفضلة الابتعاد عن التبذير على الترفيه، فنراها تحجم عن السفر المكلف، لكنها تدخر جيداً، أو تستثمر فوائض أموالها.
5 - ثمة مواطنون يرون في الكويت ما يبحثون عنه للترفيه وقضاء العطلات لهم ولأولادهم، ويفضلون البقاء في البلاد، حيث المولات التجارية والشاليهات والشواطئ والفنادق والمنتجعات والمزارع، فضلا عن مرافق المشروعات السياحية والمطاعم الكثيرة والمتنوعة، وغيرها من المرافق السياحية التي ترضي اذواق عدد من المواطنين.
6 - إلى ذلك، هناك من يكره تعقيدات السفر والتأشيرات، ولديه مخاوف ثقافية أو امنية. فالربيع العربي، الذي تحول إلى ثورات عنف وارهاب، أخاف كويتيين كثيرين كانوا يمضون اجازاتهم في عدد من الدول العربية. فاذا بتلك الدول مضطربة حالياً ولا أمان وأمن فيها.
أما أوروبيا وغربياً، فهناك من لديه حاجز ثقافي ازاء هذه البلدان، ويفضل عدم السفر إلى دول باتت مشهورة بكرهها للعرب.
7 - عشرات الآلاف ممنوعون من السفر اصلاً بسبب قضايا ومحاكم.
