تهتم كثير من المنظمات الدولية العالمية بالإنسان، لاسيما المشرد جوعا أو حربا، كما أنها لا تنفك تشجع الدول والمؤسسات على تقديم المساعدة والعون للمحاتجين، وفي السياق أكدت منظمة الصحة العالمية اليوم ان تبرع دولة الكويت بقيمة 45 مليون دولار لصالح ضحايا النزاع في سوريا ساهم في حفظ الأرواح ومعالجة الاحتياجات الصحية لملايين المتضررين.

وبينت المنظمة في تقرير لها ان المنحة الكويتية ساهمت في توفير خدمات صحية لنحو 9ر2 مليون سوري داخل سوريا ومن فروا منها الى دول الجوار من تركيا الى مصر مرورا بالاردن ولبنان والعراق، وأكدت المنظمة على ان المساعدة الكويتية وفرت كميات كبيرة من الأدوية المهمة لعلاج مرضى الفشل الكلوي والصرع والربو وارتفاع نسبة السكر في الجسم فضلا عن ادوية ومستلزمات جراحية ومستحضرات التخدير لعلاج أكثر من خمسة ملايين من المرضى أو المصابين.

وفيما يتعلق بالداخل السوري فيقول التقرير ان اكثر من مليوني سوريا من المصنفين ضمن الفئات الاكثر ضعفا في 13 محافظة تمكنوا من الحصول على ادوية انقذت حياتهم بما في ذلك العقاقير المستخدمة في علاج الحالات النفسية. حيث تم استخدام المنحة الكويتية لمراقبة المخزون الطبي وإنشاء أنظمة مراقبة تطور الحالات المرضية داخل مخيمات اللاجئين ودعم توفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية لهم بما في ذلك التحصين وتوفير مياه الشرب النقية في المخيمات والمجتمعات المضيفة.

وذكر مدير إدارة منظمة الصحة العالمية من إدارة المخاطر في حالات الطوارئ والاستجابة الإنسانية الدكتور ريتشارد برينان في التقرير 'ان هذا التبرع احدث فرقا هائلا في عمل منظمة الصحة العالمية لإنقاذ الأرواح في سوريا وفي البلدان المجاورة حيث تنتشر الحالات الإنسانية الطارئة'، بحسب وكالة الانباء الكويتية "كونا".

ويبين التقرير ان الوضع الصحي في سوريا يتدهور بسرعة منذ بدء الأزمة اذ تضررت ثلاثة أرباع مستشفيات البلاد وأكثر من نصفها لم يعد يعمل تماما كما انهارت برامج الصحة العامة وانخفض الإنتاج المحلي من الأدوية بنسبة 70 بالمئة وتراجعت إمدادات المياه الآمنة الى نسبة ثلث مستويات ما كانت عليه قبل الأزمة. ويوضح أن فرار اللاجئين من الصراع بوتيرة ثابتة اثر سلبيا على موارد البلدان المضيفة المجاورة واستنفدتها بشدة ما اجهد قدرات السلطات المحلية والسكان على التأقلم مع هذا الوضع الحرج.

وأكد التقرير أن دعم الكويت ساعد منظمة الصحة العالمية لدعم حكومات الدول المضيفة على وضع شبكات إنذار مبكر للحالات المرضية ونقص الادوية بل وايضا شبكات استجابة في المناطق المتضررة من تدفق اللاجئين وذلك لتسهيل تقديم الخدمات الصحية الأساسية وتحسين الحصول على الأدوية والإمدادات الأساسية وتدريب الموظفين على الرعاية الصحية بما فيها ايضا الصحة النفسية.

جدير بالذكر بأن الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية التابعة للامانة العامة لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية انهت قبل يومين حملة واسعة لماسعدة اللاجئين السوريين في المملكة الاردنية الهاشمية.