أبدت ثلاث منظمات تابعة للأمم المتحدة قلقاً متزايد إزاء تداعيات الأوضاع في العراق وانعكاساته على حالة المشردين داخليا وما ينجم عن الصراع المسلح من أزمات إنسانية متعددة تتطلب تدخلا سريعا قبل تفاقم الموقف، واعربت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن بالغ القلق من الوضع في شمال العراق لاسيما أوضاع الأقليات الضعيفة مثل الأيزيديين والمسيحيين والتركمان.
وذكرت المتحدثة الإعلامية باسم المفوضية رافينا شامداساني في مؤتمر صحفي إن قلقا بالغا يساور المفوضية حرصا على السلامة الجسدية والوضع الإنساني لعدد كبير من المدنيين المحاصرين في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وفي المناطق المتضررة من العنف، بحسب وكالة الانباء الكويتية (كونا).
وبينت رافينا شامداساني أن القيام بهجمات واسعة النطاق أو ممنهجة ضد أي مجموعة من السكان المدنيين بسبب انتمائهم العرقي أو الديني أو المعتقد قد تشكل جريمة ضد الإنسانية مشددة على أنه يجب على جميع الأطراف بما في ذلك الجماعات المسلحة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي لحماية السكان المدنيين.
وطالبت المجتمع الدولي وحكومتي العراق وإقليم كردستان إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية المدنيين لاسيما الذين ينتمون إلى المجتمعات الضعيفة. من جهته ذكر المتحدث الإعلامي باسم المنظمة الدولية للهجرة كريس لوم في المؤتمر الصحفي ذاته إن القتال بين قوات البشمركة وعناصر تنظيم (داعش) قد جعل عدد المشردين داخل العراق يربو على المليون نسمة لاسيما بعد أحداث سنجار الأخيرة ليسجل العراق أعلى معدلات النزوح الداخلي منذ مطلع هذا العام.
وبين موضحا ان 54 بالمئة من النازحين داخليا شردوا نتيجة العمليات العسكرية منذ نهاية يونيو الماضي في ظل نزوح مجموعات من الأقليات العرقية والدينية مثل الايزيدية الذين فروا إلى جبال سنجار على الحدود مع سوريا في محافظة نينوى ولا يزالون محاصرين في الجبال غير قادرين على الوصول إلى مناطق آمنة. وتشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن بعض العائلات العراقية هربت إلى مناطق يسيطر عليها الأكراد في سوريا واتخذت هناك إقامة مؤقتة في القرى على طول الحدود السورية العراقية.
وشدد لوم على أن الوضع الإنساني لا يزال مترديا في ظل استمرار محاصرة الكثير من الأسر في الجبال دون طعام أو ماء أو توفر أي وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي. وأشار إلى أن الكثير من الأسر التي فرت من العنف في منطقة سنجار في الأسابيع الأخيرة في حاجة ماسة إلى الماء والغذاء والمأوى.