تعد السمنة أحد الآفات التي أفرزها العصر الحديث، ولم يجد طريقا لمعالجتها بعد على الرغم من كثرة الأبحاث والدراسات في هذا الشأن، وتؤدي السمنة لأمراض شتى، تؤدي بدورها إلى استنزاف ميزانيات الدول ينتشر فيها مؤشر السمنة بين عامة الناس عن المعدلات الطبيعية.
كشفت دراسة قام بها التوجيه الفني العام لمادة الاقتصاد المنزلي بوزارة التربية انتشار ظاهرة السمنة بين طلاب وطالبات المدارس مشيرة الى ان الوزارة تعمل على الحد منها من خلال مشروع العيادة التغذوية المدرسية الذي اعدته الموجهة الفنية العامة السابقة لعلوم الاسرة والمستهلك اماني صالح في عهد الوزير السابق د.نايف الحجرف.
وبينت الدراسة التي حصلت صحيفة الوطن الكويتية على نسخة منها ان دولة الكويت تحتل مرتبة متقدمة في لائحة البلدان التي تعاني من السمنة والوزن الزائد وتعد الأولى على مستوى الخليج والعالم العربي، اذ إن معدل الاصابة بالسمنة وزيادة الوزن بين البالغين في المجتمع الكويتي وصل الى %70 كما وصل الى %44 بين المراهقين و%15 بين اطفال المرحلة الابتدائية، وهذه تعد اعلى معدلات الاصابة عالمياً، وهي جرس انذار يجب ان نتفاعل معه بروح المسؤولية وجاء في الدراسة حيث ان السمنة باتت تهدد شريحة واسعة من ابنائنا الطلبة، نظراً للتغير الذي طرأ على النمط المعيشي وانتشار المشروبات الغازية ومطاعم الوجبات السريعة وجنوح شرائح المجتمع نحو حياة التكنولوجيا العصرية كل ذلك ادى الى انتشار السمنة بين الطلبة بصورة مخيفة يجب الانتباه اليها.
وأظهرت الدارسة ان الوقت قد حان لوضع استراتيجية لمكافحة السمنة في مدارس الكويت التي تزايدت معدلاتها فيها بصورة ملحوظة وضرورة التكاتف من اجل بناء مجتمع صحي. وبناء على ما تضمنته الدارسة من معلومات موثقة قام التوجيه الفني العام لمادة الاقتصاد المنزلي باعداد مشروع العيادة التغذوية المدرسية بهدف نشر الوعي الصحي بين الطالبات داخل المجتمع المدرسي لمحاربة السمنة وما تسببه من امراض العصر كالسكر والضغط والقلب وامراض الرئة والمفاصل والأمراض السرطانية بالاضافة الى المشاكل الاجتماعية والنفسية الاسرية.