أكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عزيز الديحاني هنا اليوم ان الاستعدادات قائمة على قدم وساق لتنظيم المؤتمر الدولي الثاني للمانحين الذي تستضيفه دولة الكويت منتصف شهر يناير الجاري.

وقال الديحاني في تصريح للصحافيين ان ترحيب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح باستضافة هذا المؤتمر الانساني الذي دعا اليه السكرتير العام للأمم المتحدة يترجم حرص القيادة السياسية الكويتية على وضع المجتمع الدولي أمام حقيقة المعاناة الانسانية التي يعيشها الشعب السوري.

وذكر ان الكويت ومنذ بداية الاحداث في سوريا كانت من الدول المتقدمة في تقديم المساعدات الانسانية للشعب السوري لا سيما للاجئين منهم في دول الجوار.

وأشار في هذا الصدد الى اعلان سمو أمير البلاد عن البدء بتقديم تلك المساعدات من جميع الجهات الرسمية والشعبية “والتي كانت عنوانا بارزا للموقف الانساني لدولة الكويت”.

ورأى ان اختيار السكرتير العام للامم المتحدة دولة الكويت لاستضافة المؤتمر الاول للمانحين في يناير 2013 يعود للدور الانساني الذي تقوم به الكويت حيال كافة شرائح المجتمع السوري مبينا ان ذلك الاختيار حظي بترحيب من سمو الأمير آنذاك.

وأضاف ان قيمة المساعدات التي تم تحصيلها من الدول المشاركة في مؤتمر المانحين الاول تجاوزت مليارا ونصف المليار دولار “وفقا لطلب الامم المتحدة لتغطية الاحتياجات الانسانية للشعب السوري”.

وأعرب عن توقعاته في أن تزداد المطالب الانسانية للشعب السوري نظرا لزيادة معاناته في الداخل والخارج لا سيما في دول الجوار نتيجة طول أمد الأزمة السورية التي “أصبحت مقلقة ومؤلمة وكارثة انسانية”.

واوضح ان انعقاد المؤتمر الدولى الثاني للمانحين في منتصف يناير الجاري “ليس مرتبطا” بالترتيبات الدولية لعقد المؤتمر الدولي للسلام من اجل سوريا والذي يطلق عليه (جنيف 2) مشددا على ان دولة الكويت عبرت في جميع المحافل الاقليمية والدولية عن دعوتها لضرورة ايقاف نزيف الدم والحد من استمرار المعاناة الانسانية للشعب السوري والتأكيد على الحل السياسي لانهاء هذه الأزمة “التي تعتبر عنوانا لمعاناة انسانية بشعة في هذا القرن”.

وأكد السفير الديحاني ان دولة الكويت التي تحتضن المؤتمر الدولي الثاني للمانحين تثق بالقنوات الرسمية التي تتبعها المنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة والتي تشرف على آلية وتنسيق تقديم هذه المساعدات للشعب السوري بالداخل والخارج “وفقا لمعطيات الاوضاع على الارض”.

وشدد على ان دولة الكويت تقدم للشعب السوري مساعدات اغاثية وانسانية سواء كانت ممنوحة من جهات حكومية او جمعيات خيرية أهلية مثل الطعام والأغطية والبيوت الجاهزة والخيم والادوية التي تتطلبها حاجات الشعب السوري في الداخل وفي مخيمات اللاجئين مشيرا الى تنسيق بدأته الجمعيات الخيرية للمشاركة في مؤتمر الكويت للمانحين.

وأشاد المندوب الدائم لدولة الكويت بالجهود الدولية والاقليمية والدعوات المتكررة للحث على المشاركة في مؤتمر الكويت نظرا للأهمية الانسانية لمساعدة الشعب السوري مشيرا في هذا السياق الى ما حققه المؤتمر الاول من تقدم ايجابي لتلمس الاحتياجات الانسانية للشعب السوري والذي شاركت فيه اكثر من 59 دولة على مستوى قادة الدول والرؤساء اضافة الى 13 منظمة انسانية متخصصة تابعة للامم المتحدة.

ودعا السفير الديحاني الجمعيات الخيرية والاغاثية كافة الى تلبية النداء الانساني الذي أطلقه أمير دولة الكويت لعقد مؤتمر دولي للمانحين والمشاركة في دعم هذا المؤتمر لتحقيق مطالب الهيئات الاغاثية التابعة للأمم المتحدة بأن تتجاوز قيمة المساعدات ستة مليارات دولار نظرا لفداحة الكارثة الانسانية في سوريا.