سلوكيات الأطفال تتأثر سلبا وايجابا تبعا للبيئة المحيطة بهم، وادى انتشار الاجهزة الحديثة بين الاطفال إلى نشوء سلوكيات غريبة على المجتمع الكويتي، ولعل من بين ابرز تلك السلوكيات انعزال الاطفال في عالمهم الخاص الملئ بألعاب تمتاز اغلبها بالعنف المبالغ فهي، وفي سياق متصل أكد المرشد التربوي خالد مال الله من تزايد العنف ضد الاطفال في الكويت مشيرا الى ان الكويت تشهد منذ عام 2002 تزايدا ملحوظًا لجرائم الأطفال، جاء ذلك في ندوة نظمتها ادارة تنمية المجتمع في منطقة عبدالله المبارك بعنوان «اطفالنا والعنف الموجه نحوهم».
ولفت مال الله الى معدلات انتشار أنواع العنف ضد الأطفال في العالم وهي العنف الجسدي %28، العنف العاطفي %8، العنف الجنسي %30، الاهمال %34، وبين أن العنف الأسري هو عنف الآباء والأمهات فيما بينهم وضد أبنائهم، وهو عنف بدني ومعنوي يترك أضراراً عديدة، اما العنف ضد الأطفال فهو الاعتداء على الطفل جسديا أو جنسيا أو نفسيا أو اهماله، وذكر مال الله العوامل التي تؤدي الى العنف ومن بينها وجود ذكريات قديمة لأحد الوالدين في صغره، والتوتر وقلة الدعم، ومن أسبابه ازدحام تفكير الوالدين بالعمل، وتأثير الارهاق، فينصب كل ذلك على الأطفال في المنزل.واكد ان ادمان المخدرات والكحول من عوامل العنف.
وبين الى ان الوالدين قد يؤذيان الابن المعاق بالصراخ في وجهه بحجة أنه لايفهم وسيلحق الأذى باخوته اذا لم يوقف، نتيجة لرغبتهما الدائمة في التخلص من هذا الولد لأنه حمل ثقيل! كما نبه مال الله الى ان %60 من أفلام الكرتون المستوْرَدة، تَمتزج بالعنف والمشاهد التَّرهيبيَّة، وأنَّ الأطفال يَميلون لتقْليد ما يشاهِدون بنسبة %81 للذّكور، و%35 للاناث، واشار الى أشكال وصور العنف الأسري كالضرب الجسدي المبرح والصفع، والحبس في غرف مظلمة، وتشغيل الأطفال في أعمال لا تتفق مع قدراتهم العقلية والجسمية، واهمال تعليم الأطفال، واهمال الرعاية الطبية لهم، ونقص الاهتمام العاطفي بهم وحرمان الطفل من الحب والحنان، وتزويج القاصرات، وسوء المعاملة النفسية (التهديد، الاستهزاء، السخرية، الاهانة، المقاطعة عند الكلام، الكلام الجارح، الشتم).
وطالب مال الله الى تجنب العنف بانشاء جو من الصداقة المتبادلة بين الأبناء والأمهات وجعل الابن والابنة يشعران بأن حب الوالدين لهما غير مشروط، ومحاولة تفهم وجهة نظر الأبناء في أية مشكلة يتعرضون لها والاستماع اليهم بهدوء وعدم الاستخفاف بشكوى الأبناء، واضاف ان علاج ضحايا العنف الأسري يكون بتطوير الثقة بالنفس لدى الطفل وابعاده عن جو العنف، وابعاد الطفل عن الشخص الذي مارس عليه العنف، ومساعدته على تكوين ذاته والتعبير عن مشاعره.
