لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أن "اسرائيل تحاول استثمار حادثة اختفاء الصهاينة الثلاثة سياسياً وأمنياً، للتغطية على جملة قضايا دفعة واحدة، كانت تشكل لها حرجاً أمام الرأي العام الغربي"، مشيرة الى أنه "من المعلوم أن عملية الاختفاء تمت في مستوطنة يهودية، وفي إحدى مناطق الضفة الغربية التي تخضع بالكامل لسلطتها وسيطرتها، وليس للسلطة فيها أي وجود".
وذكرت الصحيفة أن "إسرائيل التي ترفض إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى المتفق عليها خلال المفاوضات، كما ترفض اطلاق المعتقلين الإداريين الذين تجاوزوا مدة محكوميتهم، ما اضطرهم إلى إعلان الإضراب العام عن الطعام الذي وصل إلى حدود الشهرين، تسعى إلى التغطية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان والقوانين الدولية المتعلقة بالأسرى والمعتقلين في ظل الاحتلال، من خلال إثارة جلبة إعلامية عالمية عن المختفين الثلاثة"، مشيرة الى أن "إسرائيل التي رأت في المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة جديدة تضع حداً للانقسام، وتعيد وصل ما انقطع بين الضفة الغربية وقطاع غزة طوال سبع سنوات، خطراً عليها، وزعمت بأنها تضم حركة "حماس" الإرهابية، عمدت إلى توجيه تهمة الخطف أو الاختفاء إلى "حماس" من دون أية أدلة قاطعة تؤكد مزاعمها، كي تبدو أمام العالم بأنها ضحية للإرهاب، وتحميل المسؤولية للحكومة الفلسطينية".
واعتبرت أن "هذا الأسلوب في التغطية على التقصير الأمني والاستخباراتي لحكومة العدو ومؤسساتها الأمنية، واستغلال حادث لم تتبين حقيقته، ولم يعلن أحد مسؤوليته عنه، يثبت مدى خبث عدو ودهائه، عدو يلجأ إلى كل الأساليب والوسائل الوقحة لتبييض صفحته الملوثة بالعدوان والعنصرية، وتحميل الضحية مسؤولية نتائج أفعاله".
وأوضحت أن "اللافت هو أن الولايات المتحدة، وكما هي العادة سارعت إلى الوقوف مع إسرائيل وتأييد أضاليلها واتهاماتها، في موقف يفتقر إلى الدبلوماسية، لكن ذلك إن دلّ على شيء، فإنما يدل على الانحياز المطلق للعدوان، فالولايات المتحدة، كما كثير من الدول الغربية لم يثرها إضراب عشرات المعتقلين الفلسطينيين عن الطعام، رغم الموت الذي يتهددهم في كل ساعة، كما لم يثرها وجود أكثر من خمسة آلاف سجين في سجون الاحتلال يتعرضون لأقسى صنوف الاعتقال والتنكيل، إنما أثارها اختفاء ثلاثة مستوطنين يقيمون على أرض محتلة، كما تؤكد كل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".