التصحر يعد أحد أهم الاسباب وراء نقص الغذاء العالمي، كذلك انتشار المجاعة في افريقيا، وتولي أغلب دول العالم أهمية قصوى لمعالجة أسبابه ومسبباته ، ويعرف بأنه تحول مساحات واسعة خصبة وعالية الانتاج الى مساحات فقيرة بالحياة النباتية و الحيوانية نتيجة ممارسات بشرية خاطئة أو تغيرات مناخية عرضت التربة الى التدهور وفقدانها خواصها الانتاجية، كما أنه يعد القضايا البيئية فضلا عن الاحتباس الحراري وغيرها و يتبدى ذلك بابرام الاتفاقيات ذات الصلة منها اتفاقية مكافحة التصحر واتفاقية التنوع البيولوجي و اتفاقية تغير المناخ.

غدا يصادف احياء اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف ويحمل هذا العام شعار (تربتنا مستقبلنا .. فلنحمها من تغير المناخ)، الكويت دول العالم بهذه المناسبة، وتعاني البلاد عدة عوامل أدت الى الجفاف والتصحر أهمها الطبيعة القاسية كارتفاع درجات الحرارة وقلة سقوط الامطار والعواصف الرملية والترابية والدوامات الترابية (الطوز) وتملح التربة فضلا عن النشاطات البشرية كالمخيمات والرعي الجائر والتلوث النفطي وما شابه.

وذكر الناشط البيئي ومؤسس مشروع (الكويت واحة خضراء) خالد الكليب لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان هذا المشروع التطوعي يهدف الى تحويل الكويت الى واحة خضراء لتخفيف موجات الغبار والمساهمة في عودة الكائنات الحية البرية والطيور والتي فقدتها بيئتنا أخيرا، واكد الكليب أن فكرة مشروعه بزغت عام 2006 وبدأت بزراعة الاشجار والشتلات في البر عشوائيا وكانت نتائجها مرضية وبناء على ذلك تم تشكيل فريق المشروع عام 2010 بهدف توسعة الرقعة الخضراء في المناطق الصحراوية موضحا أن زراعة الاشجار الحل الامثل لانقاذ بيئتنا.

واشار انه وفريقه الذي يعمل تحت مظلة المبرة التطوعية البيئية نجح حتى الان بزراعة ثلاث واحات متفرقة في صحراء البلاد باجمالي 5000 شجرة تغطي كل منها مساحة تسعة كيلومترات مربعة كما أطلق الفريق مبادرة (سور الكويت الاخضر) أكبر المبادرات البيئية في تاريخ البلاد.

وبين ان هذه المبادرة ستغطي حدود البلاد بثلاثة صفوف من أشجار (الصفصاف) خلال ال 15 عاما المقبلة وعلى امتداد 420 كيلو مترا طوليا وسيبلغ عددها الاجمالي حتى نهاية المشروع أكثر من 315 ألف شجرة، ولفت الى انجاز مشاريع وبرامج عدة ناجحة منها زراعة ثلاث واحات في مناطق متفرقة من صحراء الكويت هي (السيد) وقوامها 680 شجرة و(نيثنس) وقوامها 500 شجرة و(فيفا) وقوامها 4000 شجرة علاوة على مشاريع زراعية كثيرة في مناطق متفرقة بصحرائنا ليبلغ اجمالي عدد الاشجار المزروعة ضمن مشاريع الفريق 8000 شجرة تغطي مساحة تتجاوز ال 15 كيلو مترا مربعا.

جدير بالذكر أن المساحات المتصحرة حول العالم يبلغ نحو 46 مليون كيلو متر مربع منها 13 مليونا في الوطن العربي أي نحو 28 في المئة وأخذت هذه الظاهرة تتفاقم نتيجة زيادة عدد السكان وكثرة الضغط على الموارد الطبيعية فضلا عن التوسع العمراني على حساب الاراضي الزراعية والرعي الجائر.