سلطت صحيفة «فاينانشال تايمز» الضوء على الاحتجاجات التي تشهدها الكويت ضد فساد الدولة، مشيرة إلى تجمع آلاف المتظاهرين في الكويت للاحتجاج ضد الفساد الحكومي وشن المعارضة حملة للإصلاح السياسي في الكويت بعد عامين من الهدوء النسبي التي نعمت به البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى تخلف التنمية الاقتصادية في الكويت التي تعد خامس أكبر دولة تملك احتياطي نفط في العالم ولم تلحق بجيرانها من دول الخليج الغنية مثل قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة ما دفع زيادة التركيز على الفساد وإساءة استخدام الأموال العامة.

وتري الصحيفة أن الكويت حليفة الولايات المتحدة لديها نظام سياسي أكثر انفتاحا عن دول الخليج الاستبدادية ولكن العديد من المحللين يعتقدون أن الأعضاء المنتخبين في البرلمان لهم أولويات للمصالح القبلية والتجارية ما يحجم التنمية والاستثمار الوطني.

وأضافت الصحيفة أن الاحتاجات التي تشهدها الكويت تعد الأكبر في سلسلة المظاهرات التي شهدتها البلاد بين عامي 2011 و2012 التي طالبت بقيادة أكثر تمثيلا وهدأت بعد اعتقال قادة المعارضة بما فيهم مسلم البراك الذي دعا للاحتجاج يوم الثلاثاء المقبل، حيث تلقى المعارضة الكويتية الدعم من عناصر متنوعة من المجتمع الذي يشعر بخيبة أمل من النظام السياسي ودعوا إلى إجراء إصلاحات للسماح بتشكيل أحزاب سياسية وسلطة تشريعية للبرلمان لتقييد سلطة الأسرة الحاكمة للأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

ولفتت الصحيفة إلى تجمع ما يقرب من 6 آلاف شخص في إحدي ساحات العاصمة ونظموا احتجاجا قانونيا للدعوة إلى تطهير القضاء، وقال «البراك»: «إن المعركة الحقيقة ضد الفساد بدأت الآن ولن نسمح لهم بسرقة البلاد».

وأوضحت الصحيفة أن «البراك»، سجن في العام الماضي بتهمة إهانة الأمير، وادعي حينها أن هناك بيانات مالية في بنوك أجنبية ونشر وثائق على «الإنترنت» في وقت سابق لكبار المسئولين تثبت تورطهم في نقل 50 مليار دولار ومن حينها تسعي المعارضة لبناء موجة من التأييد الشعبي لحملة مكافحة الفساد.
ونوهت الصحيفة أن مطالبات المعارضة لاقت تعتيم إعلامي وخاصة أشرطة الفيديو التي صورت سرا وتظهر الفساد بداخل الأسرة الحاكمة ومؤامرات الانقلاب المزعومة ضد النظام الأميري، وحققت الحكومة الكويتية في القضية ومنعت وسائل الإعلام من نشر أي مواد عن ذلك.
احتجاجات الكويت تهدد دول الخليج

وأضافت الصحيفة أن الاحتاجاجات في الكويت تعد بمثابة مختبر تجريبي في المنطقة للتوجه للإصلاح السياسي وتتابع وسائل الإعلام الاجتماعية في منطقة الخليج عن كثب ما يجري في الكويت.

وساعدت المخاوف بشأن الفساد أن يثير الكثير من الاضطرابات السياسية الإقليمية في الشرق الأوسط بما في ذلك الاحتجاجات العنيفة في سلطنة عمان والبحرين، والمعارضة السياسية في القوة العظمي الإقليمية للمملكة العربية السعودية.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى الدور الذي تلعبه الكويت في المنظقة وظهورها كشريك رائد وداعم مالي للحكومات الجديدة في مصر ولعب الأمير دور الوسيط الإقليمي وسعي لإنهاء التوتر بين دول الخليج الأخري والتعامل مع إيران.