جامعة الشيخ صباح السالم الواقعة في منطقة الشدادية أو المدينة الجامعية اصطلاحا، أصبحت مؤشرا جديدا يضاف إلى كثير ممن سبقه على التقصير وغياب المحاسبة الحقة، وعلامة من علامات الاهمال والتقصير، كل يلقي اللوم على الطرف الآخر في صورة مكررة مرهقة نفسيا للمواطن ودليل على غياب المحاسبة.
أنحى ديوان المحاسبة باللائمة على تأخر انجاز المدينة الجامعية بالشدادية على الحكومة لعدم اعطائها المشروع صفة الاولوية، ولتأخر الجهات الحكومية ذات الصلة بتوفير متطلبات المشروع، وشدد الديوان في تقرير له احاله الى مجلس الامة لبيان اسباب التأخر في انجاز الجامعة وجود قصور بالمعطيات الأولية للتصاميم وكثرة التعديلات التي أجرتها الجامعة في مرحلتي التخطيط والتصميم التي أدت الى استنفاد اكثر من ثلثي مدة العمل في المشروع، كما اشار الى عدم وضوح رؤية الجامعة في تحديد المتطلبات الاساسية لاعداد شروط تصاميم الكليات.
وبين الديوان عدم كفاءة المكاتب الاستشارية للتصميم والاشراف على التنفيذ وتقييم المخاطر المترتبة على التأخير، وضعف اداء المكاتب الاستشارية لادارة المشروع بالوفاء بالتزاماتها، اضافة الى تضخم التكلفة الكلية لانشاء الجامعة وتحميل ميزانية الجامعة اعباء اضافية نتيجة التأخر في المشروع، ولفت ديوان المحاسبة في تقريره الى كثرة الاجراءات الادارية وطول الدورة المستندية وعدم ملاءمة قدرة المقاولين المالية والفنية مع حجم المشروع، وسوء التخطيط والتنسيق بين مقاولي العقود مما ادى الى التراخي في تطبيق الغرامات المستحقة على المقاولين، وضعف الجامعة في ادارتها للمشروع، وعدم وجود آلية موحدة للتعامل مع مشاريع الجامعة وعدم تفرغ العاملين لدى الجامعة وقلة خبرتهم العملية، وعدم التزام الجامعة بالتعاليم والضوابط والقواعد في عرض مشاريع الجامعة على الجهات الرقابية، وطالب بالديوان تقريره موصيا بضرورة قيام الجامعة بتعزيز الجهاز العامل لديها بالخبرات والكفاءات، واهمية الاسراع في اتخاذ الاجراءات المطلوبة لإنجاز العقود والبدء في طرح كراسة الشروط المرجعية للكليات، وتقييم اداء المكاتب الاستشارية العاملة مع الجامعة بصفة دورية، وتطبيق النصوص التقاعدية الخاصة بالتأخير بحق المكاتب الاستشارية والمقاولين، وتأهيل المقاولين والتحقق من قدراتهم الفنية والمالية، والتأكد من وزارات الخدمات بسرعة انهاء اجراءاتها وموافقاتها للعقود، وتقييم اداء مكاتب ادارة المشروع، والتخطيط الجيد للمرحلة القادمة من عمر المشروع.
ومن المتوقع أن يعرض تقرير ديوان المحاسبة حول اسباب تأخر انجاز مشروع الجامعة على مجلس الامة لمناقشته واتخاذ الاجراءات اللازمة بشأنه.
جدير بالذكر بأن مشروع جامعة الشيخ صباح السالم تعرض أكثر من مرة لحريق في عدة كليات تحت الانشاء، كما فقد فيه عاملين من الجنسية المصرية حياتهما بسبب انهيار ترابي عليهما، مما تسبب بدوره بتقديم وزير التربية ووزير التعليم العالي السابق أحمد الميلفي استقالته.
