عاد سمو الأمير ارض الوطن يوم أمس من زيارة تاريخية للجمهورية الايراني الاسلامية، الا أن النتائج "المثمرة" لتلك الزيارة يتوقع أن تؤتي ثمارها كل حين، لا سيما بعد "اتفاق على توسعة آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري"، وأعرب سموه الذي أجرى محادثات مع الرئيس حسن روحاني والتقى المرشد الاعلى آية الله السيد علي خامنئي، عن ثقته بأن زيارته الى طهران "ستعطي ثمارا جيدة لمصلحة البلدين"، مشددا على "ضرورة تطوير وتعزيز العلاقات في مجال التعاون الاقتصادي"، واعتبر أن الزيارة "ستسهم في رفع مستوى علاقات التعاون بين البلدين الصديقين في المستقبل القريب، لما فيه خدمة مصالحهما المشتركة"، وتمنى سموه في برقية شكر إلى خامنئي " للبلد الصديق وشعبه المزيد من التقدم والازدهار، وللعلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين المزيد من التطور والنماء".
ومن جهة اخرى نقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن خامنئي تقديره "للمواقف البناءة والحكيمة لدولة الكويت حيال قضايا المنطقة"، وقال "يجب تسوية قضايا المنطقة في ضوء مثل هذه الرؤية والمنهج"، واشار خامنئي الى "حضور ايران الى جانب الكويت في الاحداث الحساسة التي حصلت الاعوام الاخيرة"، وتحدث عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلاده والكويت، مبيناً "ان ارضيات توسعة التعاون الاقتصادي بين البلدين مهيأة اكثر من ذي قبل، ويتعين فتح صفحة جديدة من التعاون الاقتصادي بين ايران والكويت"، وعن الأوضاع في سورية قال خامنئي "ان ايران تحترم كل قرار يتخذه الشعب السوري". وعرض الى "المجموعات التكفيرية في المنطقة"، مبيناً أنه "من المؤسف ان بعض دول المنطقة لا تعي المخاطر المستقبلية التي ستلحق بها على ايدي الجماعات التكفيرية، ومازالت تواصل تقديم الدعم لهذه الجماعات".
ومن جهته اکد الرئيس الايراني روحاني، ان بلاده "لا تری أي عائق في طريق تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية مع الكويت"، وقال "لا شك بأن زيارة سمو امير الكويت الی طهران ستشكل منعطفا في تعميق العلاقات بين البلدين الصديقين والشقيقين"، وبين روحاني " نحن نعتقد بان امن واستقرار المنطقة يتحققان فقط في ظل التعاون والتعاطي بين دولها، وان ايران علی استعداد للمزيد من المشارکة والتعاطي مع جميع دول المنطقة، خصوصا الكويت في مسار ترسيخ الامن والاستقرار في المنطقة"، واشار روحاني الی استعداد بلاده "لتطوير العلاقات مع الدول الاعضاء في مجلس التعاون في مسار حل وتسوية القضايا والمشاکل القائمة في المنطقة"، ولفت روحاني عن قلق ايران الجاد ازاء معضلة الارهاب في المنطقة، وقال «نحن نعتقد بأنه علی جميع الدول وضع ايديها في أيدي بعض وبذل الجهود في مسار مكافحة الارهاب والصمود امامه، فلنعمل علی فرض العزلة علی الزمر الارهابية ومن ثم القضاء عليها».
وفي اطار متصل بشأن نتائج الزيارة أكد النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، "انها بناءة، وستعود بالنفع على البلدين والمنطقة"، بينا ان " مباحثات سمو الامير في ايران تناولت العديد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والنفط والغاز والتعاون الجمركي والنقل الجوي والبيئة والرياضة والسياحة"، أكدت الكويت وإيران ضرورة استمرار المشاورات الثنائية ومتعددة الاطراف من أجل مواجهة التحديات وتسوية مشاكل المنطقة وازالة المخاوف على طريق اقرار الامن والاستقرار في المنطقة.
جدير بالذكر بأن الكويت وقعت ستة اتفاقيات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وذلك في اليوم الأول لزيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى ايران.
