تقدم الكويت خدمات الرعاية الصحية المجانية لمواطنيها في المستشفيات الحكومية، وعلى الرغم من التجهيزات الطبية الحديثة في هذه المستشفيات إلا ان هناك بعض الحالات التي تحتاج الى السفر للعلاج في الخارج، وتخضع هذه الحالات للعرض على اللجان الطبية لبيان مدى احقيتها في السفر للعلاج، ولكن ظهرت في الفترة الأخيرة حالات تزوير كثيرة في التقارير الطبية لعلاج المواطنين في الخارج.

ورصدت اللجان الطبية المختصة بايفاد المواطنين للعلاج بالخارج في وزارتي الدفاع والداخلية تقارير طبية مزورة شكلت 76 ملف لاشخاص لا يستحقون السفر للعلاج خارج البلاد.

وبحسب مصادر لجريدة " الراي" تم تزوير التقارير عن طريق مسح الأسماء الموجودة على التقارير الأصلية ووضع أسماء أخرى بدلا منها، بحيث يكون كل شيء سليماً، كما يعتقد المزورون ومن يقف وراءهم.

وأوضحت المصادر ل"الراي" أنه تم استدعاء أصحاب الملفات المشمولة بالتزوير للتحقيق معهم، لافتة الى أن الشبهات تحوم حول بعض مندوبي أعضاء مجلسي الأمة والبلدي، الذين يترددون بالمعاملات على اللجان الطبية لإنجازها، وقد يعمدون الى تزوير أسماء المستفيدين من ميزة العلاج في الخارج خدمة لأصحابهم ومعارفهم أو لمصالحهم الشخصية.

وأثنت المصادر على فطنة القائمين على اللجان الطبية الذين توصلوا الى كشف التزوير في الملفات، مشددة على أهمية التدقيق والتمحيص، في موضوع حيوي يكلف الدولة عشرات ملايين الدنانير سنويا من أجل صحة المواطنين.

وشددت المصادر على أهمية عمل فريق توحيد مزايا العلاج في الخارج المؤلف من وزارات الصحة والداخلية والدفاع والنفط، الذي ينظر في ملاحظات سفارات الكويت في الدول التي يبتعث المواطنون للعلاج في مستشفياتها، ومتابعتها بجدية والاستفادة منها في تنظيم عملية العلاج بالخارج، ليكون للمستحقين فعلا، وبما يوفر على الدولة أموالا تذهب الى غير المستحقين.

يذكر ان تكاليف العلاج بالخارج في ميزانية الدولة لعام 2012-2013 قدرت بنحو 400 مليون دينار.