تطالعنا بين الفينة والاخرى حوادث مروعة في المشاريع التي تنفذها الدولة، ويذهب ضحيتها عمال ابرياء سعوا لطلب الرزق من أشق أبوابه واكثرها صعوبة، لينتهي بهم المطاف وقد دفعوا حياتهم ثمنا لذلك المطلب، وفي هذا السياق طالبت جمعية المهندسين الكويتية إلى المساهمة في تشكيل لجنة تحقيق حيادية، ومن خارج الجهات المرتبطة بالمشاريع التي تنفذها الدولة، بهدف الوصول الى الاسباب الفنية والادارية المؤدية الى وقوع الحوادث وتكرارها في هذه المشاريع، مع تقديم المقترحات لآليات التنفيذ للحد من تكرار وقوعها، وحفاظا على الأرواح والممتلكات والهدر في المال العام.
وذكر رئيس الجمعية م. إياد الحمود قال في تصريح صحافي قائلا "إنه وبعد النجاح الذي حققته اللجنة المكلفة بحادث الانهيار بمشروع ترميم قصر الشيخ عبدالله الجابر الصباح، «ديوان خزعل»، التي شكّلها وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود من خارج طاقم وزارة الإعلام والجهة المسؤولة عن المشروع، برئاسة جمعية المهندسين الكويتية، فإننا ندعو كل الجهات إلى الاقتداء بهذه التجربة" ، مضيفاً أن ما شهده مشروع جامعة «الشدادية» من حوادث وغيره من المشاريع أمر يتطلب المساهمة في تشكيل هذه اللجان بالتعاون مع جهات متخصصة ومعنية، للوقوف على جوانب القصور التي قد تسبب هذه الحوادث، وكذلك وضع آليات تنفيذه للحدّ من وقوعها.
وبين الحمود أن اللجنة التي شكلت في التحقيق بحادث انهيار جدار أثناء ترميم ديوان الشيخ عبدالله الجابر قد قامت مؤخرا بتسليم وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب تقريرها النهائي حول الحادث، موضحا أن وجود هذه اللجان يساهم بتبيان مسببات وقوع الحوادث وبتحديد المسؤوليات، الأمر الذي سينعكس إيجابا على تشديد الإجراءات والضوابط المتبعة في مجالي الأمن والسلامة المهنية، ويساهم في الحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، واشار إلى أن الفترة المقبلة ستكون حرجة جدا جراء ارتفاع درجات الحرارة والدخول في موسم الصيف، موضحا أن المشاريع ستكون عرضة لمزيد من الحوادث اذا استمر عدم الالتزام بالإجراءات واتخاذ خطوات احترازية من قبل الجهات التي تقوم بتنفيذ هذه المشاريع، واضاف " أن تكرار هذه الحوادث يجعلنا نطالب الجهات المعنية، سواء في البلدية أو الجهات المشرفة على تنفيذ المشاريع والاشراف عليها، بضرورة توفير كل اشتراطات الأمن والسلامة، بالإضافة إلى الالتزام بقرارات الوقف التي تفرضها وزارة الشؤون اعتبارا من مطلع الشهر المقبل، هذا بالإضافة الى الالتزام بالضوابط المطلوبة في عمليات تنفيذ هذه المشاريع، وكذلك ضمان جودة مواد البناء والالتزام بالكودات المعمول بها في الكويت والعمل على تطويرها".
جدير ذكره بأن عاملين من الجنسية المصرية لقيا حتفهما جراء انهيار ساتر ترابي في جامعة صباح السالم في منطقة الشدادية، و تبعهما تقديم وزير التربية والتعليم العالي أحمد المليفي باستقالته متحملا المسؤولية السياسية لهذا الأمر.
