يحرص وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي على التنسيق فيما بينهم بشكل دوري، لكل ما من شأنه الصالح العام لشعوب المنطقة، وجاء آخر اجتماعات وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي في جنيف هذه المرة وذلك على هامش اعمال الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة هناك حاليا.

واكد وزير الصحة الدكتور علي العبيدي اعتماد وزراء صحة دول مجلس التعاون الخليجي مجموعة من القرارات المهمة ابرزها مكافحة تعاطي منتجات التبغ وتعزيز الجهود المبذولة لمواجهة الفيروس (كورونا) وتحديث استراتيجيات التعامل مع الامراض السارية، وذكر العبيدي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان القررات التي اتخذها وزراء الصحة على هامش اعمال الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة هنا حاليا تتعلق ايضا باشهار (الجمعية الخليجية لجراحة السمنة والامراض الايضية)، وبين حرص الوزراء على التنسيق المشترك لمكافحة ظاهرة انتشار تعاطي منتجات التبغ المتفشية بين فئات مختلفة من ابناء دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك تعزيز برامج مكافحة تعاطي التبغ بطرق علمية وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

كما شدد العبيدي على ضرورة فهم آليات تطبيق اتفاقيات منظمة التجارة العالمية المعنية بالتجارة في التبغ ومنتجاته والاستفادة من تجارب مختلف الدول في هذا الصدد والاستعانة بالخبرات الدولية المعنية وقوانين منظمة التجارة العالمية بما لا يتعارض مع مصالح وتشريعات دول المجلس، واضاف ان " الوزراء اتفقوا على حظر استيراد وبيع وتوزيع واستخدام السيجارة الالكترونية حتى استكمال الدراسات والبحوث بشأنها مع استمرار حظر بيع واستهلاك التبغ الممضوغ سواء بنكهة او من دون نكهة والتنسيق في هذا الصدد بين وزارات الصحة وادارات الجمارك بدول المجلس".

كما اشار الى وجود توافق بين وزراء الصحة على ضرورة حث الحكومات على سرعة التصديق والانضمام الى بروتوكول الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ والتنسيق بين جميع الجهات المعنية كالصحة والتجارة والصناعة والجمارك وهيئة المواصفات والمقاييس والاتفاق على الآلية المستخدمة في ذلك، واضاف قائلا ان " هناك توافقا على مواصلة الجهود الحثيثة والمكثفة لوزارتي الاعلام والصحة وجميع الجهات المعنية بالاعلام لمنع جميع اشكال الرعاية والاعلان والدعاية والترويج لمنتجات التبغ"، واعلن العبيدي بأن وزراء الصحة اتفقوا على تكليف اللجنة الخليجية لمكافحة الامراض غير السارية بتحديث الخطط المعتمدة لمكافحة الامراض وتقديم دولهم تقارير حول منجزاتها بهذا الشأن تمهيدا لعرضها على الاجتماع الرئاسي للمنظمة في سبتمر 2014 في نيويوركK واوضح ان هذا التكليف يشمل مواكبة المستجدات العالمية ومعايير ومؤشرات منظمة الصحة العالمية الحديثة في التعامل مع امراض ارتفاع نسبة السكر في الجسم والقلب والدورة الدولية والسرطان الى جانب مكافحة تعاطي منتجات التبغ.

واكد ضرورة الانتهاء من تلك التحديثات في اوائل سبتمبر المقبل تماشيا مع الخطة الخليجية المحدثة 2014 - 2015 وذلك لبحثها في الاجتماع الذي ستعقده اللجنة الخليجية في مطلع يونيو المقبل في المنامة لتوحيد الرؤية الخليجية في التعامل مع الاعلان السياسي للامم المتحدة لمكافحة تلك الامراض، وشدد العبيدي على ضرورة تطوير التعامل مع مشكلة الامراض غير السارية لما تشكله من خطورة على شعوب المنطقة التي تحتل مع الاسف مكانة متقدمة في اعلى معدلات السمنة المفرطة وما يتبعها من امراض تثقل كاهل الدول وتترك أيضا اثار اجتماعية سلبية، واشار ما لفت الى "مباركة مجلس وزراء الصحة لدول المجلس تأسيس واشهار الجمعية الخليجية لجراحة السمنة والامراض الايضية طبقا للنظم المعمول بها في المجلس من دون اي تعارض مع انشطة وفعاليات اللجان الخليجية الفنية المنبثقة عن المكتب التنفيذي ذات العلاقة".

واكد العبيدي على وجود توافق بين دول مجلس التعاون على ضرورة الاستمرار في رفع درجة الترصد الوبائي والطوارئ لمكافحة الامراض المعدية الطارئة وتعزيز الجاهزية والقدرات الاساسية للتعامل مع المواقف الطارئة مع تحديث خطط العمل العمل الوطنية وحث القطاع الخاص على لعب دور ايجابي في مكافحة فيروس (كورونا) واحتوائه، وقال ان الوزراء شددوا على ضرورة تأهيل المختبرات الوطنية في دول المجلس لتشخيص هذا الفيروس وغيره من الفيروسات الوبائية الخطيرة والتنسيق مع الوزارات المعنية بالثروة الحيوانية في كل دولة، واشار الى العرض التفصيلي المقدم من وفد السعودية حول وضع فيروس كورونا والذي اكد وفق المؤشرات الاولية انحسار الفيروس وتراجع معدلات انتشار الاصابة به تدريجيا، وبين ان وزراء الصحة ناقشوا كذلك مشكلة بداية ظهور حالات اصابة بشلل الاطفال في الدول المحيطة بسوريا وكيفية التعاطي مع هذه الظاهرة مشددين على ضرورة تفعيل البروتوكولات و المعايير ذات الصلة بما في ذلك تعزيز حملات التطعيم ضد المرض الذي اختفى من دول المجلس قبل سنوات طويلة.

جدير بالذكر أن عدة دراسات علمية اجراها باحثون من جامعة أثينا باليونان، عن نتائج جديدة وخطيرة بشأن السجائر الإلكترونية، إحدى أهم الوسائل الحديثة المستخدمة للإقلاع عن التدخين وإحدى بدائل النيكوتين، وأشارت تلك الدراسة إلى أن السجائر الإلكترونية قد تساهم فى تدمير خلايا الرئتين وإحداث تلف بها، وتعرضها لأضرار كبيرة.