أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى ان "العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل هي علاقات إستثنائية تتجاوز الصداقة والتحالف، وقد تكون فريدة في العلاقات الدولية، فهي شكل من الاندماج والتماهي المطلق، ومن يتابع شكل التفاعل بين تل أبيب وواشنطن يلحظ ذلك في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، إلى درجة يصعب الفصل بين الجانبين وكأنهما توأم سيامي"، لافتةً إلى انه "من أجل إسرائيل تتخلى الولايات المتحدة عن قيم الحرية والعدالة والحق، وتوفّر لها كل أشكال الدعم، كي تضمن تفوقها العسكري وتديم احتلالها للأرض العربية، وتحول دون تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني كي يستعيد حقوقه بموجب قرارات الشرعية الدولية، كما توفّر لها الحماية في مواجهة أي إدانة دولية أو عقوبات جراء ممارساتها العنصرية واعتداءاتها، والمجازر التي ترتكبها، وكلها تندرج في إطار جرائم الحرب ضد الإنسانية".
وفي إفتتاحية الصحيفة، أضافت ان "الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة منذ أكثر من عشرين عاماً كراعية للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، كان في الواقع دور الشريك للفريق الإسرائيلي، حيث تمّ خلال هذه السنوات إهدار الحقوق الفلسطينية وتهويد معظم الضفة والقدس، والعمل جارٍ على قدم وساق على التهام المزيد من الأرض"، متسائلةً: "ماذا فعلت الولايات المتحدة خلال توليها دور "الراعي النزيه" سوى تأكيد أن أمن إسرائيل هو جزء من الأمن القومي الأميركي، وأن الدعم الأميركي لها صلب كالحديد، كما ردد الرئيس الأميركي باراك أوباما مراراً، وبالتالي فإن كل المواقف الأميركية تندرج تحت هذا الإطار ولا تحيد عنه، وتصبح كل الحقوق العربية والفلسطينية، ومعها أمن الشعب الفلسطيني والأمة العربية، في خدمة أمن "إسرائيل".
وأضافت الصحيفة: "لعل أصدق توصيف للعلاقة بين واشنطن وتل أبيب، هو ما ورد على لسان السفير الأميركي لدى إسرائيل دانييل شابيرو "إن المعيار الحاسم لكل سياسة تتبعها الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط هو ما إذا كانت هذه السياسة منسجمة مع هدف مستقبل "إسرائيل" كدولة آمنة، يهودية وديمقراطية"، فهل هناك أمل بدور إيجابي للولايات المتحدة أو المراهنة عليها؟".