أشار رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان، في كلمة له خلال إحتفال عودة المسيحيين المهجرين إلى بلدة بريح في الشوف، إلى "أننا كنا طوال سنوات نتعامل جميعا مع أمنية وها نحن اليوم أمام حقيقة ناصعة فأصحاب الحكمة يلتقون أهل المحبة"، قائلا: "إنه لقاء وحدة الجبل والبقاء، ولقاء الوفاء والمصالحة، لقاء التاريخ المشترك والتأكيد المستقبل الواعد"، لافتا إلى أن "بريح كانت في المرحلة السابقة مسرحاً لحروب أكبر منها كما الجبل وكل لبنان"، داعيا "لضرورة الإبتعاد عن صراعات المحاور الخارجية والإقلاع عن وهم الإستعانة بالخارج لتحقيق غلبة في الداخل".
وأضاف: "كعبرة مستمدة من مآسي الماضي، أؤكد التمسك بإعلان بعبدا كإطار وطني متوافق عليه ووثيقة مؤيدة من الأمم المتحدة والجامعة العربية لتحييد لبنان عن نزاع المحاور الإقليمية والدولية"، مشيرا إلى أن "هذا الإعلان من شأن الإلتزام به التخفيف من تأثير التحولات في محيطنا العربي وخاصة في سوريا على وفاقنا وأمننا السياسي والإقتصادي"، مضيفا: "لقد تعاهد فرقاء هيئة الحوار جميعا بالرضى التام على هذا الإعلان"، مشددا على أن "الوطن لا يقوم إلا بما يتعاهد أهله عليه لذلك حفاظا على صحة العقد الوطني أناشد بواجب العودة إلى لبنان والإنسحاب من ساحات الجوار تلافيا لإنعكاسات لاحقة على الجسم اللبناني".
ودعا سليمان الجميع "لتنفيذ مقررات الحوار كافة الذي شارك في جلساته من دون إنقطاع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وقد كان خير شريك لي وداعم لمسيرتي الرئاسية ولعب دورا كبيرا في التوافق على المواضيع الميثاقية كافة، وكان أبرزها في جلسة الحوار الأخيرة التي قيل عنها أنها جلسة فاشلة، حسم لما يتم تداوله عن مؤتمر تأسيسي للتأكيد على إستكمال تطبيق الطائف مع المحافظة على المناصفة في المجلس النيابي بالإضافة إلى مجلس الشيوخ وهو أول بيان مكتوب يتفق عليه الزعماء على طاولة الحوار"، مضيفا: "وفقا لما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري ووافق عليه الحاضرون ومن بينهم رئيس الحكومة تمام سلام، كان لهذا القرار أهمية كبرى وإستثنائية لا تقل عن أهمية إعلان بعبدا الصادر عن هيئة الحوار".
وأشار سليمان إلى أن "لقاء اليوم يؤكد ثوابت شكّل الخروج عنها إستثناء وكارثة وتبني العودة إليها ضمانا للسلم الأهلي والإستقرار"، مشددا على أن "الدولة الواحدة بجيشها الواحد الذي يسمك وحده بالسلاح من ضمن إستراتيجية دفاعية هي القادرة على الدفاع عن الوطن وكسر تجارب الأمن الذاتي وتأمين عودة المهجرين وحماية العيش المشترك الحر"، لافتا إلى أن "هذه الدولة العاجلة والآمنة لا تستطيع إدارة تنوع المواطنين دون إرادتهم".
وفي سياق آخر، وفي كلمة له من قصر المختارة حيث يولم جنبلاط على شرفه والراعي، أشار سليمان إلى أنه "مطلوب من الرئيس التعاون مع من ساعد في الدفاع عن لبنان وأعني هنا المقاومة وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وهذا التعاون يجب أن يستمر لكن ضمن رؤية الإستراتيجية الدفاعية التي تحصن الجميع".
وشدد سليمان على "ضرورة تعاون الأقوياء"، قائلا: "المعقدون" يهوون الخصام ويجدون مواقع لهم في الخصام، الخصام مع رئيس حكومة، مع البطريرك، مع الزعماء لكن هذا لا يبني دولة، ونحن نتطلع لتعاون الأقوياء"، معوّلا على "دور كبير لرئيس الحكومة تمام سلام"، مضيفا: "استطاع الرئيس أن يجد مكانا كبيرا له في الوطن من جراء التعاون الصادق مع رؤساء الحكومات، ونحن اتفقنا وتفاهمنا بين السلطات على كل ما نقوم به"، مشيرا إلى أن "مذكرة بكركي كانت تأييد لما قام به الرئيس بالتعاون مع الزعماء، تأييد لإعلان بعبدا والإستراتيجية وحصر السلاح بيد السلطة".
وأضاف: "مع جنبلاط تعاونا في الرئاسة، وفي الحوار، وجنبلاط وقف إلى جانبي في الأزمات الكبرى، في حرب تموز وعندما قدت جنودا إلى الجنوب، وهو وقف إلى جانبي وإلى جانب الجيش في نهر البارد وكانت محطة مفصلية في تاريخ لبنان"، قائلا: "سيستمر التعاون مع جنبلاط وما فعلناه سويا يجب أن نحافظ عليه ولن نسمح لأحد أن يستبيح الثوابت التي تكلمنا عنها"، مؤكدا "أننا سنقف دائما نقرع ناقوس الخطر عندما يتعامى المسؤولون عن واجبهم في الدفاع عن سيادة الدولة والحفاظ على الدستور اللبناني"، واصفا جنبلاط بأنه "بيضة قبان في الوضع في لبنان"، قائلا: "بيت الدين والمختارة بيضتان".
