تعرض مجلس الامة الى هزة عنيفة باستقالة نواب من العيار الثقيل ، وبدا المجلس بعد ان فقد 10% من عدده بتنحي 5 نواب بدون معارضة ومنسجم مع الحكومة كلياً وهو ما تخوفت منه اوساط سياسية حيث ان غياب المعارضة قد يتسبب باختلال توازن المجلس.
و حذر عدد من النواب الحكومة والمجلس من الاستمرار في التسويف بشأن القضايا الملحة والمستحقة، والتي حازت أولويات المواطنين، مشيرين الى انه لا يمكن ان تكمم أفواه النواب أو يتم وأد المساءلات السياسية اذا كانت دستورية او مستحقة.
وقال النواب، لـ"الجريدة" الكويتية، ان صفحة الاستقالات طويت، ولابد من العمل والانجاز واصلاح مسار الحكومة، مطالبين رئيس الوزراء بتقويم مسار حكومته، والمضي قدما نحو الاصلاح الشامل ومكافحة الفساد.
.
و ذكر النائب عودة الرويعي ان "حال البلد واقف ومطلوب بعد طي صفحة الاستقالات ان يبادر مجلس الامة الى انجاز القوانين والتشريعات الكفيلة بتحريك عجلة التنمية وتحقيق طموحات الشعب الكويتي"، مشيرا الى ان هذا المجلس اذا لم يخرج خلال دور الانعقاد الحالي بحزمة قوانين فاعلة فلن يكون جيدا او ناجحا في اعين المواطنين.
من جهته، شدد النائب خليل عبدالله على ضرورة ان يولي مجلس الامة والحكومة اهتماما كبيرا بقضايا المواطن، لأنه سئم من التأزيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فهو يبحث عن الانجاز ومعالجة القضايا العالقة منذ سنوات.
واكد عبدالله ان "الدور المقبل على مجلس الامة لتعديل اللائحة الداخلية، كي لا نقع في نفس المشكلة التي وقعنا فيها بعد استجواب رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، الذي اثار شطبه ورفعه من جدول الاعمال مشكلة كبيرة وجدلا واسعا اسفر عن استقالة خمسة نواب، لذلك لابد ان نعدل اللائحة الداخلية لمزيد من الديمقراطية وبما يرتقي بالمؤسسة الدستورية".
بدوره، ذكر النائب خليل الصالح ان مجلس الامة يسير وفق الخطة المرسومة له من خلال التركيز على الاولويات من القضايا، فلابد ان يتحقق الانجاز ليكون العنوان الاوحد للمرحلة المقبلة، لان الشارع الكويتي لن يرحم المجلس اذا فشل في مهمته المتمثلة في معالجة قضاياه وحلحلة مشكلاته.
من جانبه، وصف النائب حمدان العازمي ما يحدث بأنه دمار للبلد، مؤكدا ان النواب يشاركون في هذا التدمير الذي لا يمكن قبوله، ولابد ان يقطع دابر النواب الذين يدافعون عن الحكومة بالخطأ والصواب.
واوضح العازمي ان "هناك جملة من النواب لا يمثلون الشعب بل يمثلون عليه"، لافتا الى انه بفضل الاداء السيئ للحكومة فإن الايام المقبلة ستشهد استقالات جديدة اذا لم تصلح الحكومة مسارها، واذا لم يعدل النواب خططهم.