يحتفل العمال في شتى بقاع الأرض بعيدهم الذي يوافق الأول من شهر مايو من كل عام، وقد شرعت أغلب الدول قوانين تحفظ حقوقهم وتكفل امتيازاتهم، بالإضافة إلى اتخاذ يوم العمال عطلة رسمية ثابتة، باستثناء دولة الكويت والتي ترفض – فيما يبدو – حكوماتها المتتالية اعتبار الأول من مايو عطلة رسمية لأسباب تبدو مجهولة!

من جهته كشف رئيس اتحاد نقابات العاملين بالقطاع الحكومى بدر العازمي شعوره بالأسى والحزن مصحوبا بالأسف لكون عمال الكويت يعيشون بمعزل عن الاحتفالات العمالية التي تشمل العالم أجمع، وأضاف "لا نعطى هذه المناسبة قدرها وأهميتها وما تمثله للطبقة العاملة وهو أمر يدعو للعجب وخاصة أن الكويت قطعت أشواطا كبيرة في التقدم والرقي والعمران – وكل هذه الطفرات من النمو والبناء قد قامت على كاهل الطبقة العاملة , فهي الركيزة والأساس وكان من البديهي والمنطقي مسايرة النسق الدولي والإقليمي بتقدير العمال في يوم عيدهم لكي يشعروا بالفخر كونهم محل اعتبار وتقدير"، وأضاف  "لقد سئمنا ومنذ ردح طويل من الزمن وبذلنا الكثير من المساعي وقدمنا العديد من المطالب للجهات السيادية والمعنية بالأمر بضرورة اقرار الأول من مايو عطلة رسمية أسوة بدول العالم الأخرى التي تقدر العامل وترفع من شأنه، إلا أنه وحتى الآن لم نجد أذانا صاغية لهذا الطلب العادل والمشروع وهذا كله مما يصيبنا بالإحباط واليأس،  فالعامل لابد وأن يشعر بأنه موضوع تقدير وأنه هو الركيزة الأساسية في الكويت والتي يقوم على سواعدها البناء والتنمية والرفاهية،  فالعمال يضحون بأوقاتهم وعافيتهم حتى ينهض المجتمع ويتقدم وتتحقق الرفاهية التي نسعى اليها".

وأكد العازمي أن الحركة النقابية والعمالية الكويتية تجد نفسها في حرج بالغ أمام المنظمات العمالية الصديقة والشقيقة لأننا نكاد الدولة الوحيدة على المستوى الدولي التي لم تقر الأول من مايو عطلة رسمية وهو امر غير منطقى يضعنا في مواقف تدعو للتساؤل في المنتديات العمالية الدولية .

ولفت العازمي أنه وعلى الرغم من عدم الاستجابة لهذا المطلب – فأن الملل واليأس لن ينال منا – فسنواصل بكل عزيمة وإصرار المطالبة بإقراره حتى يتحقق للعمال مكسبا جديدا ويتم مساواتهم بزملائهم في الدول الأخرى لان العامل الكويتي قد أبدع في الانتاج والعطاء – ولهذا فلابد أن يكون له الجزاء والوفاء.

وتوجه العازمي الي الاتحاد العام لعمال الكويت وكل الطبقة العاملة في القطاع الحكومي وكافة الجهات الأخرى بأسمى التهاني بيوم العامل وتمنى للعمال المزيد من المكاسب والانجازات وأن يتحقق لهم الرخاء والاستقرار وأنه سوف يتم مواصلة الدرب نحو المطالبة بالمزيد من الحقوق المشروعة لهم في المستقبل ونقطع العهد على أنفسنا على أن نكن عند حسن ظنهم ببذل كل الطاقات والجهود للرقي بالحركة النقابية والعمالية وفاء للعهد الذي قطعناه على أنفسنا على أن نكون دائما صوتهم الأمين الذي يعبر عن ارادتهم وأمنياتهم.

جدير بالذكر أن يوم الأول من مايو يمكن أن يشير إلى العديد من الاحتفالات العمالية المختلفة التي أدت إلى أن يكون الأول من مايو ذكرى لاحياء النضال من أجل الحصول على ثمان ساعات عمل فقط في اليوم الواحد، و بدأت فكرة "يوم العمال" في أستراليا عام 1856.