افريقيا - افريقيا الوسطى لم تشفَ بعد من حروب أهلية مزّقت أوصالها لعقد كامل، آخرها تلك التي تعيش على وقعها البلاد منذ العام 2013، ووضعت في المواجهة كلاً من تحالف "سيليكا" (ائتلاف سياسي وعسكري مسلم)، ومليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية، وهذا ما خلّف المئات من القتلى والآلاف من النازحين واللاجئين، بحسب الأمم المتحدة.
غير أنّ شبح التقسيم الذي يخيّم بظلاله على الوضع المشحون في البلاد، يزيد من ملامح التعقيد المطبقة عليه، وخصوصاً إثر إعلان "الجبهة الشعبية لنهضة افريقيا الوسطى"، الجناح الراديكالي في تحالف "سيليكا"، مؤخراً، قيام "جمهورية لوغون" شمالي أفريقيا الوسطى.
 
وفي هذا السياق، عبد الكريم ميكاسوا، المرشح المستقلّ المسلم للانتخابات الرئاسية التي من المنتظر أن تجري الأحد المقبل في افريقيا الوسطى، أكد ان "الوحدة" تتجاوز أبعادها الرمزية لتتحوّل إلى "برنامج سياسي" يحمله في مواجهة شبح التقسيم الذي يلقي بثقله على المناطق الشمالية لبلاده.
ميكاسوا وفي تصريحات خاصة لوكالة "الأناضول" التركية، أشار إلى ان "الوحدة ليست خياراً، بل ضرورة مطلقة، ونهضة أفريقيا الوسطى تمرّ عبر وحدتها، ونحن نمتلك قاسماً مشتركاً وهو لغتنا الوطنية (السانغو)، ولذلك، ومن هذا المنطلق، اخترت الوحدة لتكون أوّل أساس لحكمي".
المرشح المسلم استنكر الانخراط في تشكيلات اعتماداً على الانتماءات "العرقية" أو "الجهوية" أو "الطائفية"، بطريقة "لم تألفها أفريقيا الوسطى من قبل"، موضحاً أن "طريق الوحدة يمرّ عبر تكريس القيم الثابتة، من قبيل الوحدة الوطنية والعدالة ومكافحة الفساد والإفلات من العقاب".
عوامل عديدة، أشار المرشح الرئاسي إلى أنها تجعل من عملية البحث عن الوحدة "جزءاً لا يتجزّأ" من برنامجه السياسي، الذي يتلخّص في نقطتين؛ أولاهما "المصالحة بين سكان أفريقيا الوسطى، وهذا يعني أنّ هناك من لم يكن بإمكانهم التصالح، وأنّ هناك من قام بتقسيمهم، ولذلك، واعتماداً على ما سبق، فقد نذرت نفسي لمهمّتين اثنتين؛ وهما المصالحة بين سكان البلاد؛ أي توحيدهم وتجميعهم من جهة، وتحقيق التنمية من جهة أخرى".
المرشح الرئاسي تابع: "من الصعب عليّ أن أجد تقديماً آخر لنفسي سوى أنّي شخص لصيق بشعبه وبتوقعاته، أعيش معه وأتطلّع في حال انتخبني إلى توحيده"، مشيراً إلى أن برنامجه الانتخابي لن يضم أي "مطالب محددة" ذات طابع طائفي، حتى وإن تعلق الأمر بطائفته المسلمة، التي تعتبر أقلية في البلاد لا تتجاوز الـ10%، وأحد أبرز ضحايا النزاع الذي يهز أفريقيا الوسطى في السنوات الأخيرة. "/المستقبل/" انتهى ل . م