السودان - بعدما كان يؤمل من المؤتمر الذي يجمع الحكومة السودانية بالمعارضة في أن يؤدي إلى تبديد الخلافات وإعادة تحريك العجلة السياسية في البلاد، يبدو أنّ هذا المؤتمر ما زال يدور في حلقة مفرغة.
فالوساطة الأفريقية برئاسة ثابو إمبيكي إضطرت إلى تأجيل المؤتمر التحضيري بين المعارضة والنظام السوداني إلى أجل غير مسمّى، في ظل إصرار الأخير على اقتصار المشاركين من المعارضة على أطراف معيّنة، مقصيا معظم الأطياف السياسية في الداخل.
وكان من المرتقب بدء هذا المؤتمر الاثنين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في محاولة لوضع خارطة طريق للحوار الذي سيجري في ما بعد داخل السودان. وهذا التأجيل الذي اضطرت الوساطة الأفريقية إلى إعلانه هو الثالث من نوعه، ويعكس إصرار النظام على نهج سياسة المماطلة وربح الوقت، وفق ما تقوله المعارضة السودانية.
مصادر من المعارضة لفتت إلى أن اتخاذ الوساطة لهذا القرار جاء على خلفية تمسك النظام باقتصار المؤتمر التحضيري على حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي وعلى الحركات المسلحة، رافضا حضور الأحزاب السياسية الأخرى بحجة أنها موجودة بالخرطوم وبالإمكان التحاور معها في أي وقت من دون نقلها إلى الخارج.
في المقابل، ترى المعارضة وجوب مشاركة كل القوى السياسية والمسلحة من دون استثناء لأن ما سيحدده المؤتمر التحضيري يهم الجميع باعتباره سيرسم الخارطة السياسية للمرحلة المقبلة في البلاد، معتبرة أن إصرار الخرطوم على مشاركة أطراف دون غيرها في الاجتماع يندرج ضمن محاولات تقطيع أوصال المعارضة وزعزعة الثقة فيما بينها، وهو أسلوب لطالما انتهزه الحزب الحاكم على مدار العقود الماضية وسقط في فخه البعض، وفق تأكيد المعارضة. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|