باريس تحت الصدمة وحداد رسمي لثلاثة أيام

فرنسا  - من الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى باريس: الإرهاب واحد. فلم تكد بيروت تلملم جراح تفجيرين إنتحاريين أديا إلى إستشهاد 43 شخصاً وجرح أكثر من 200 آخرين، حتى وقعت باريس تحت سلسلة هجمات دموية أُطلق عليها إسم "11 أيلول" بالنسخة الفرنسية.
ففي تفاصيل ما جرى في العاصمة الفرنسية، 120 شخصا على الاقل قًتلوا وأصيب أكثر من 200 بجروح بينهم 80 إصاباتهم خطرة في اعتداءات غير مسبوقة في باريس، كما افاد مصدر قريب من التحقيق، مؤكدا في الوقت نفسه ان هذه الحصيلة لا تزال موقتة.
وهذه الهجمات المتزامنة نفّذها مسلحون عمد بعضهم الى تفجير احزمة ناسفة كان يرتديها، وذلك قرب استاد فرنسا الدولي في الضاحية الشمالية للعاصمة وفي احياء في شرق باريس حيث توجد حانات ومطاعم يكثر روادها في نهاية الاسبوع.
"داعش" يتبنّى ويتوعّد
مصدر مقرب من التحقيق أوضح لوكالة "فرانس برس" أن "التحقيقات الاولية التي جرت تؤكد مقتل 8 ارهابيين شاركوا في الاعتداءات التي استهدفت مناطق عدة في باريس"، مشيرا إلى أن "4 من المهاجمين قتلوا في مسرح "باتاكلان" بينهم 3 فجروا احزمة ناسفة كانوا يرتدونها، اما الرابع فقتل خلال هجوم قوات الامن على المسرح. كما قتل 3 انتحاريين في استاد فرنسا الدولي وآخر في جادة فولتير على مقربة من مسرح "باتاكلان".
ولاحقا، تبنى تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) هجمات باريس وهدد روما ولندن وواشنطن، مضيفا: "فرنسا ستكوت على رأس أهدافنا ما دامت تواصل سياساتها".
شاهد أكد أن عددا من المهاجمين الذين شاركوا في الاعتداءات تطرقوا الى التدخل الفرنسي في سوريا لتبرير هجماتهم، مضيفا: "سمعتهم بشكل واضح يقولون للرهائن "انها مسؤولية هولاند، انها مسؤولية رئيسكم، ما كان عليه التدخل في سوريا"، مضيفا: "لقد تكلموا ايضا عن العراق".
شاهد عيان آخر، أفاد أن المسلحين الذين هاجموا مسرح "باتاكلان" في وسط باريس اطلقوا النار على الجمهور داخل المسرح وهم يهتفون "الله اكبر".
وقال الشاهد لاذاعة "فرانس انفو" "لقد نجحنا انا ووالدتي في الفرار من باتاكلان لقد تجنبنا الرصاص، كان هناك الكثير من الناس على الارض في كل مكان. وصل شبان وبدأوا باطلاق النار عند المدخل. لقد اطلقوا النار على الجموع هاتفين "الله اكبر".
هولاند: سنخوض حربا بلا هوادة ضدّ الإرهاب
من جهته، الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند أكد أن تنظيم "داعش" هو من شنّ الهجمات المتفرقة والمنسّقة التي هزت باريس، واصفاً هذه الإعتداءات بأنها "عمل من أعمال الحرب"، كاشفاً أنه "تم التخطيط والترتيب للهجمات من الخارج بمساعدة من الداخل"، معلناً الحداد في عموم فرنسا لمدة 3 أيام، مؤكداً أن الحصيلة الأخيرة للهجمات هي 127 قتيلاً.
وفي كلمة سابقة له عقب الإعتداءات، أعلن هولاند أنه قرر فرض حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد و"إغلاق الحدود" بعد "الهجمات الإرهابية غير المسبوقة" التي شهدتها باريس مساء الجمعة، معلناً خوض بلاده حربا بلا هوادة ضد الإرهاب.
وفي خطاب متلفز مقتضب، قال: "سيتم اتخاذ قرارين: ستفرض حالة الطوارئ، ما يعني أن بعض الأماكن ستغلق، وحركة المرور يمكن أن تمنع، ويمكن أيضاً أن تجري عمليات دهم في كل أنحاء المنطقة الباريسية". "/المستقبل/" انتهى ل . م