مع التحذير من إبادة جماعية في البلاد

بوروندي - بوروندي، الجمهورية الصغيرة التي تقع في وسط أفريقيا، خوت في الأشهر الأخيرة إلى أسوأ أزمة سياسية منذ نهاية حرب أهلية استمرت 12عاما في 2005، إذ إنّ ما لا يقل عن 240 شخصا قتلوا، وفر عشرات الآلاف إلى دول مجاورة، أثناء أشهر من العنف، بدأت عندما قرر الرئيس بيير نكورونزيزا، في أبريل/نيسان الماضي، الترشح لفترة رئاسية ثالثة.
ومع إستمرار تدهور الأوضاع، قدّمت فرنسا الى مجلس الامن الدولي مشروع قرار يطالب بإنهاء اعمال العنف التي تتكثف في البلاد، وتذكّر بشبح الابادة في رواندا المجاورة عام 1994، في حين اكدت الحكومة البوروندية  ان "البلاد لا تحترق".
مشروع قرار يهدّد بعقوبات
باريس عرضت مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على منفذي الاضطرابات ويدعو الاطراف الى "رفض كل اشكال العنف" وذلك خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي في نيويورك استمر  حوالى ثلاث ساعات ونصف الساعة، دعا خلاله مساعد سفير فرنسا لدى الامم المتحدة الكسي لاميك مجلس الامن الى "التحرك وتحمل مسؤولياته"، قائلا: "اذا تركنا التصعيد يتفاقم من دون القيام بأي شيء فإنّ البلاد بأسرها قد تشتعل".
المسؤول الفرنسي قال: "نحن قلقون جدا لما نراه في بوروندي، هذا المستوى العالي من العنف السياسي وخطاب الحقد هذا في منطقة هي مقلقة خصوصا".
وقد يطرح مشروع القرار على التصويت  خلال الايام المقبلة، ولكن تبقى معرفة ما اذا كانت روسيا ودول افريقية اخرى تدعم هذه العقوبات اذ ان بعض الدول لا تريد التدخل في اضطرابات تعتبرها بانها مشاكل داخلية في البلاد.
مساعد السفير الروسي لدى الامم المتحدة بيتر ايلليشيف ردّ بـ"لا" عندما سئل ما إذا كانت العقوبات قد تساعد على حل الازمة. وقال "يجب ان نجد مقاربة تساهم في العملية السياسية".
الأمم المتحدة تحذّر
ومن ناحيته، قال وزير العلاقات الخارجية البوروندي الان ايميه نياميتوي الذي تحدث بالفيديو من بوجمبورا امام مجلس الامن الدولي ان "بوروندي لا تشتعل"، مؤكداً أن "البلاد بأسرها هادئة وان المواطنين يتوجهون الى اعمالهم بكل اطمئنان إلا في بعض الاماكن ضمن بعض الاحياء في بوجمبورا حيث لا تزال تنشط مجموعات اجرامية صغيرة مسلحة"، طالباً "عدم اللجوء الى عقوبات من شأنها ان تزيد من تطرف وجهات النظر".
من ناحيته، مسؤول الشؤون السياسية بالأمم المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي جيفري فيلتمان، قال: "بوروندي تجد نفسها في أزمة سياسية عميقة وتصعيد سريع للعنف له تأثيرات خطيرة على الاستقرار والتوافق العرقي في بوروندي"، محذّراً من أن العنف في البلاد قد يتصاعد إلى "إبادة جماعية".
كما حذّر كل من الأمير زيد رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وأداما ديينج المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية مجلس الأمن من أن بوروندي قد تواجه كارثة وشيكة. "/المستقبل/" انتهى ل . م