الكويت - العمل الخيري الكويتي لا يقتصر على جنس او سن او مكانة اجتماعية، فالكويتيون يبادرون الى التطوع ومساعدة الغير دون مقابل، وتتجمع اطيافهم وثقافاتهم تحت شعار الانسانية، وضمائرهم الحية تستذكر الفقراء والمحتاجين دائما، لتصل اياديهم البيضاء الى كل محتاج مهما كان عرقه او دينه. وفيما يتعلق بالمرأة، يوجد في الكويت نماذج نسائية حفرت اسمها في تاريخ الانسانية، وتفتخر بهن الكويت كمركز للعمل الانساني العالمي، وهذا اللقب انما هو حصيلة عمل دؤوب لكل فئات المجتمع في الحقل الاغاثي والانساني.
عطاء تجاوز الكويت
"المستقبل" تسلط الضوء على شخصية من اهم الشخصيات النسائية التي كان لها دور في الحملات التي تهدف الى اطعام فقير او كفالة يتيم او ايواء اسرة معدومة او نشر العلم بمحاربة الجهل، وهي نبراس العمل الخيري النسائي الراحلة "غنيمة المرزوق" التي اطلق عليها الكثير من الالقاب مثل "أم الخير" و"أم اليتامى" أو "رائدة طبق الخير".
الراحلة غنيمة المرزوق كانت تفضل التكتم على اعمالها الخيرية، ولكن هذا لم يمنع وسائل الاعلام من تداول اعمالها الخيرية التي تركتها خلفها وتشهد لها الاجيال في الكويت ومصر ولبنان والسودان والعديد من الدول التي وصلتها تبرعات دانة الكويت، والتي ستبقى خالدة في قلوب وعقول الجميع.
الفقيدة التي توفاها الله في مارس من العام 2013 عن عمر يناهز 72 عاما، كان لها مساهمات من العيار الثقيل بالتعاون مع لجنة العون المباشر، وتم تكريمها باطلاق اسمها على احد المدارس في كينيا والتي افتتحت في اوائل العام الماضي، وتعد الأولى من نوعها من بين 3500 مدرسة ثانوية في كينيا، وقد وضعت لها الجمعية أعلى معايير الجودة من حيث نوعية وتميز الخدمة التعليمية التي ستقدم فيها، كما أنها تتسع لـ 480 طالبة، بالإضافة إلى سكن داخلي لإقامة الطالبات المغتربات.
قرى "حنان الكويتية"
وفي لبنان بعد الحرب الأهلية، قامت المرزوق بانشاء مشروع "قرى حنان الكويتية " لإيواء اليتامى، وتعليمهم، وتدريبهم على حرفة يعتاشون من ورائها بتعبهم وجهدهم ونفس الحال مع اطفال السودان حيث تم تطبيق نفس المشروع بسبب معاناتهم من ويلات الحروب ، كما يشهد لها قيامها بتأسيس الجامعة القرغيزية عام ٬1991 في قرغيزستان٬ والتي خرجت عدة دفعات من الطلبة والطالبا، وايضا يشهد لها تفاعلها مع حرب اكتوبر عام 1973 فقامت بتأسيس مشروع ابن الشهيد لرعاية أبناء شهداء تلك الحرب الوحيدة التي انتصر فيها العرب على العدو الصهيوني.
الخير طال القارة السمراء
اما في افريقيا فقد تبرعت لبناء عدد من المراكز الإسلامية والمساجد ودور المهتدين الجدد، وكفلت العشرات من الدعاة إلى الله والأيتام ومولت الكثير من القوافل الدعوية وتكفلت بحج كثير من السلاطين وزعماء القبائل الأفريقية، وفي الجانب التعليمي تبرعت رحمها الله ببناء عدد من المدارس وكفلت الكثير من طلبة العلم حتى تخرج منهم حتى الآن ثلاثة قضاة وسبعة عشر مدرساً واثنان حصلا على درجة الدكتوراه والبقية أصبحوا دعاة إلى الله. وعلى المستوى الثقافي والتنويري دعمت مشروع طباعة المصاحف وترجمة وطباعة الكتب الإسلامية، كما ساهمت في المشاريع الصحية للجمعية بإنشاء أكثر من مستشفى ومستوصف ومولت الكثير من المخيمات الطبية، كما ساهمت في تنمية المجتمعات الأفريقية الفقيرة بإنشاء الكثير من مراكز التدريب والتأهيل المهني للنساء وتمويل المشاريع الزراعية لصغار الفلاحين والتبرع لحفر الآبار الارتوازية والسطحية.
|