تعالوا نقفز فوق الحلم ...
تعالوا نتخطى الخيال ...
تعالوا نتسابق مع الضوء ...
تعالوا نفعلها ونذهب معا مئة عام الى اﻷمام ، فهل سنقدر...؟! هي فكرة أظنها مشروعة وممكنة وأكثر من ذلك هي راقية ورائعة وهادفة ، وطبعاً نحن لن نفعل ذلك لنشاهد نتائج صراعات الدول الكبرى والصغرى بعد مضي كل تلك اﻷعوام ...
وﻻ لنرى آخر اكتشافات علماء الفلك العظيمة ..
ولا لنتابع آخر التطورات الطبية وهزيمة ما تبقى من اﻷمراض المستعصية والقاتلة جداً ...
ولا لنتأكد من كذب المنجمين بخيبة أمل توقعاتهم العابرة للمكن المتخطية المستحيل ..
نحن سنفعل ذلك لنشاهد بلدنا ووطننا الحبيب الكويت...
نعم الكويت بعد مئة عام .. ترى كيف ستكون ...؟!
أولسنا نحن اﻷن نعيش في الكويت التي تخايلها وتصورها أجدادنا قبل مئة عام...؟!!!
إن الكويت هي الزهرة التي تعيش في قلوبنا ووجداننا قبل أن نحيا فوق ترابها. ولا نبالغ ان قلنا بأن قصص الكويتيين الأوائل مدعاة للفخر واﻹعتزاز ، هم بنوا لنا وطنا على أرض قاحلة لا ينبت فيها حتى الزرع ، ولا يبقى فيها الماء...؟!
نحن اليوم نعيش في الكويت الحلم الذي رسموه بعرقهم الذي نزف من تشققات أجسادهم التي سقت الحلم فكبر وصار واقعا ..
نحن حقا لا بأس بنا اليوم لنكون لهم الفخر واﻹعتزاز.. نحن أبناؤهم الذين عاهدناهم على بناء ما تبقى من الحلم...
صحيح إن المفسدين يملؤون المؤسسات العامة وينهكونها بمزاجيتهم وأنانيتهم والركض خلف مصالحهم الخاصة...
صحيح بأن الرياضة باتت ممنوعة ومحاصرة من قبل امها الفيفا...
صحيح بأن المطر أغرقها باﻷمس ورأينا البعض يقود قاربا على الطريق، وأكتشفنا لاحقا بأن البحر الذي لطالما أعطانا الحياة وعلمنا الكفاح والمثابرة هو السبب بعد ان ارتفع قليلاً عن منسوبه العادي ...
صحيح بأن هناك من يمد يده ويحرق دم جريدة ترسم المستقبل مشعا منيرا لﻷجيال ...
صحيح بأن الفقر تمادى قليلا وبات يرفع صوته عاليا...
نعم ورغم كل هذا نبقى نحن أولادهم الذين يعرفون كيف يرفعون اسم الكويت فوق القمم ...
واﻷن ألا يحق لنا الأن أن نسأل الكويت كيف ستكون بعد مئة عام ....؟!
تعالوا نتخايلها اﻷن ..نتصورها ..
تعالوا نرسمها كعروس تمشي وتجر خلفها جمالها ..
وأهم شيء البحر مؤدب جداً .. يجلس على كرسي ..ولا يخرج ليعلو فوق طرقاتنا ....
فيا أولادنا بعد مئة عام .. إتصلوا بنا لو سمحتم ...
إحكوا لنا عنها ..حدثونا عن جمالها ..وطمئنونا عنها ..نرجوكم أن تفعلوا ...
|