«لكل داء دواء» ، حكمة سمعناها كثيراً ، فأثّرت علينا وصدّقناها وعملنا بها ، لكن هذا لم يمنعنا من الحذر والحرص دائماً على أرواحنا من أي خطر قد يجيء...
لا عدو على الحدود .. ! إذاً لنلغي فكرة الجيوش، وليذهب الجنود الى البيوت، وليباع السلاح لمن تأكلهم الحروب ، ولتوزع الطائرات والدبابات على المؤسسات الخيرية...!
لا غيم في السماء..! لنلغي إذا من ذاكرتنا فكرة الشتاء، وننسى «جاكيت» الجلد الفاخرة وكنزة الصوف قاتلة البرد القارس ؟! هل هكذا تكون اﻷمور ، هل هكذا تنتهي المشاكل، وهل هكذا تُدار شؤون البلاد ...؟!
ترى .. هل نحن بخير فقط بسبب عدم وجود الشر ..؟!
هل نحن أحياء فقط بسبب غياب الموت ..؟!
هل نحن بأمان فقط لعدم وجود الخطر ..؟!
باﻷمس سقط المطر الذي لم نره الا افتراضيا فغرقنا...
باﻷمس سقط المطر فطافت شوارعنا ، وما عدنا نعرف أين نمشي وأين نقفز وبحرص على أن لا نقع ليس فقط كي لا نبتل بالماء ، بل كي لا نغرق..
ما عدنا نعرف كيف ننظر للمشهد .. أيعقل أن تتحول الكويت الى بلاد صالحة فقط للجفاف....؟ أين هي البنى التحتية المناسبة لبلاد لا شيء يزعجها ويؤخرها ، وكل شيء بها يدفعها للتقدم نحو اﻷمام..
أيعقل أن نعيش ما تعيشه بلاد الفقر والبؤس والضياع وهذا كله بتسليم المهمات لمن هم لا يستحقون....! لماذا لا يحاول البعض القيام بأدنى واجباتهم ؟! ما هي الموانع ، لماذا الفوضى، من وراء اﻹهمال .. تعالوا لنطرح أو لنرمي اسئلتنا هكذا في الفضاء ، فأين ستسقط يا ترى ....؟!
أيها المواطن .. أيها اﻹنسان .. أيها المسؤول
الكويت بلدكم الذي يجب ان يصان ليس فقط من انفجار هنا او انفجار هناك .. الكويت يجب أن يصان من لا فَعَلَ الحب فيه ...!!! وليس فقط من زارعي المكائد وقاتلي الحياة ....
الكويت يجب ان يبنى لكل اﻹحتمالات .. الكويت بلد الليل والنهار .. بلد الأمن واﻷمان
الكويت بلد الحب والحياة ، وأيضا بلد الصيف والشتاء ... لنتعلم ليس فقط من أخطائنا .. العالم من حولنا مليء بالتجارب .. لننظر الى ما يحصل حولنا لنأخذ الخير والجمال لنزرعهم في بلادنا..وإن استطعنا ايضا ان نأخذ الشر والحقد لنرميهم في البحر ، لنفعل لما لا ....ولتعذرنا اﻷسماك ...!!
|