سؤال صعب وخطير جداً ، وقد نتعثّر كثيراً في اﻹجابة عليه ، ولو طرحناه فأي اﻷجوبة سوف نحصد يا ترى ...؟!
لو خُيّرنا بأن نسمّي شيئا واحداً نعتبره ضرورياً وسبباً مقنعا للعيش بأمان فماذا نختار ..؟! لا تقل لي المال فهو مجرد وسيلة قد نصنع ما يغني عنه ، لا تقل لي الدواء ﻷننا بأيدينا نمهد الطريق ليأتي الداء ، لا تقل لي اﻹحترام فإنه من صنعنا فلما ننتظر أن يأتي من الخارج ، لا تقل لي الحب ﻷنه لا يُؤخذْ ولا يُشترى فهو ينبع من الداخل ، لا تقل لي اﻷصدقاء ﻷنهم لا يأتون قبل التجربة ولا نتأكد منهم إلا بعدها ....
لا تحاول أن تُسمّي أي شيء ﻷنك لن تصل الى العبقرة لتقول لي القانون ...
نعم القانون .. وحده اﻷساس لضمان العيش بأمن وأمان وسلم وسلام ..
القانون وحده يجعلنا نطمئن عن كل افكارنا واحلامنا وطموحاتنا وأعمالنا...
إن كنا في الشارع أو في البيت أو في العمل هناك قانون يمنحنا الثقة واﻹطمئنان فنخوض الحياة بإندفاع وثقة ليكون النجاح حليفنا دائما ..
لكن ماذا لو كان القانون هذا النظام بيد مَن لا يعرف ....؟!
ماذا لو استحوذ عليه بعض العابثين في حياة وحريات اﻵخرين ...؟!
ماذا لو تم استغلاله لمصالح خاصة وتسبب بأذية الكثيرين ....؟!
فهل هناك من رقابة فوق الكبار الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون....؟! 
وهل بإستطاعة المخلصين اﻷوفياء أن يكون لهم من يحميهم حين تصفهم يد القانون بظلم قاهر...
انا كاتبة هذه الافتتاحية اقول هذا ونحن ما زلنا نتألم من جرح قرار وزارة الاعلام بشأن الغاء ترخيص «المستقبل» ولا نعرف حتى اللحظة ما المصلحة منه ...هل جاء نتيجة لحظة تخلي أم جاء نتيجة ضمير مستتر تقدير «مجهول». فهل هناك أصعب من اغتيال الفكر الذي بدأ يزهر كل يوم أكثر وأكثر على أوراق المستقبل ...
يبدو أننا سنعيد طرح السؤال من جديد ﻷننا ربما أخطأنا في الجواب 
لنقول هنا إذا أردت ان تعيش في مكان بسلام إبحث عن أصحاب الضمير وابني بينهم حلمك واغمض عينيك ..وامض بأمان ...