الحكومة اﻹسرائيلية المصغرّة «الكبينت» أخذت قرارها الذي لا رجوع عنه ، وهو هدم بيوت الفلسطينيين..!
بيوت أولئك الذين نفذوا عمليات إنتحارية إرهابية تخريبية بنظرهم ، لكن عمليات بطولية بنّاءة بنظرنا نحن أصحاب الشعارات الرنّانة ، والبيانات القاتلة ، واﻷشعار الطنّانة العابرة للقارات والتي لم يعد بحوزتنا سواها ..
قرار لا يُعتبر جريء لحكومة بهذه الضخامة وهذه القوة ، أمام كل هذا التخاذل العربي الذي لطالما توارثناه ..
قرار لا يجب التراجع عنه ، نسبة لعدم وجود المخاطر،
لعدم وجود المعترضين ، لعدم وجود الغيورين على العروبة التي أصبحت تحفة ، فقط مجرد تحفة على حائط الماضي العتيق ...
وما المشكلة .. ما يعني أن يُهدم بيتٌ لا تتعدّى مساحته حجم غرفة صغيرة في إحدى القصور العربية الضخمة ..!
ما يعني أن يُهدم بيتٌ ينام تحت سقفه الصغير عشرة أولاد لم يتعلموا ولم يأخذوا من الحياة سوى صفعات القهر المتكررة على وجوههم الصغيرة ..!
ما يعني أن يُهدم بيتٌ تخترقه الشمس عنوة عن جدرانه المهزوزة ، ويتسلل المطر عبر تشققات سقفه التي صنعتها أصوات القذائف المتكررة التي لا تتعب ..!
لكن ليتحملوا النتائج التي لا ولن يتوقعها أحد ..
والضربة أو الضربات ستكون من الداخل الموجوع ، من الداخل المفجوع ، والقرار حتما لن يكون عنه رجوع ...
فالفلسطيني لم يعد لديه ما يخسره ، حيث بات حلمه يلمع في السكين الذي بات يرعب كل من يمشي على الطريق،
نعم إنه الرعب مقابل الرعب .. الدم مقابل الدم .. والموت مقابل الموت ..
|