نعم.. إنه اليقين وإنها الطمأنينة والدقة،..
سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وبكل ثقة بالنفس قدم اقراراً بذمته المالية.. قد يبدو الامر خبراً عادياً، ولكنه في الحقيقة ظاهرة مميزة تنمّ عن ثقة الرجل بنفسه، وحسن سريرته ونظافة كفه، وحرصه على أن يكون مثالا يحتذى به، وأنه يكون قدوة صالحة لغيره من المسؤولين..
لأنه في موقع القرار وفي سدّة الحكم والمسؤولية، أقدم على كشف حساباته المالية، بحيث صار القاصي والداني يعرف حجم الرجل المالي، فإذا زاد المال عرف مقدار زيادته، فيقال له: من أين لك هذا..؟
نعم الطريقة الفضلى التي تبعث على الثقة بالحاكم، وتوطد العلاقة بينه وبين مواطنيه، وتكون المقدمة الاولى لمكافحة الفساد، لأن فساد الرعية هو من فساد المسؤول والناس على دين ملوكهم .
نعم ان خطوة رئيس مجلس الوزراء هذه هي قفزة واسعة سيكون لها بُعدا على صعيد الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد.. و اقامة الحواجز المنيعة في طريق تسلل الفساد الى البلاد..
جميع المسؤولين صار لزاماً عليهم أن يفعلوا ما فعل سموه ليصير عندها بالامكان الوقوف على احجامهم المالية وبالتالي معرفة مدى الزيادة في ما لو زادت.
ويبقى عليّ هنا انا كاتبة هذه السطور أن اسأل: هل ستذهبون انتم الوزراء والنواب بالجملة لتقديم ذممكم المالية..؟ أم انكم ستقفون عند حدود الاشادة والتصفيق من دون الاقتداء بخطوة سموه؟.
|