قد يُخيّل للبعض أن الدول الغربية عموماً والأوروبية خصوصاً هي من أكثر الدول إلتزاماً بالديمقراطية، وأنها لا تعرف الديكتاتوريّة، التي اشتهرت بها الأنظمة العربية، حيث ارتبط العالم العربي على مدى سنوات طويلة بالديكتاتوريات. لكن في أوروبا أيضاً توجد أنظمة ديكتاتورية، وإن كانت تلبس صورياً عباءة الديمقراطية.
ففي بيلاروسيا، حقق الرئيس المنتهية ولايته ألكسندر لوكاشنكو فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية بإحرازه 83.49 بالمئة من الأصوات بحسب رئيسة اللجنة الانتخابية المركزية ليديا تيرموشينا، هو الذي يُتّهم منذ سنوات بانتهاكات خطرة لحقوق الإنسان وبقمع المعارضة والتنكيل بالصحافة ويحكم بيلاروسيا منذ 21 عاما.
ولوكاشنكو البالغ من العمر 61 عاما، يحكم البلاد منذ 1994، وحصل على ولايته الخامسة بأكبر نسبة من الأصوات يحصل عليها خلال فترة حكمه، في ظلّ إعتراضات من المعارضة التي اتهمته بأنه زوّر البطاقات مسبقاً ومنع مسؤوليها من الترشح إلى الانتخابات.
لوكاشنكو، الذي لطالما انتُقد لقمعه للمعارضة وانتهاك حقوق الإنسان، كان قد كثّف أخيراً من مبادرات حسن النية بإفراجه عن آخر المعارضين السياسيين، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات المفروضة على نظامه.
"ديكتاتورية ناعمة"
وفي حين حلّت في المرتبة الثانية تاتيانا كورتكيفيتش وحصلت على 4,42 بالمئة من الأصوات، بحسب اللجنة الانتخابية، بلغ إقبال الناخبين أكثر من 86 في المئة.
ويأتي فوز لوكاشنكو، في وقت تصفه فيه واشنطن بأنه "آخر ديكتاتور في اوروبا".
من جهتها، حذرت سفيتلانا أليكسيفيتش، الحائزة على جائزة نوبل في الأدب لهذا العام، من أن بلادها "ديكتاتورية ناعمة"، مشيرة إلى أن "لوكاشينكو مرتبط بالحقبة السوفيتية، ولا يوثق به". "/المستقبل/" انتهى ل . م
|