واشنطن - رغم أنّ الولايات المتحدة الأميركية تتغنّى بأنها من أكثر الدول حضاريّة وضماناً للحريات وحقوق الإنسان، إلا أنها لا تزال عاجزة حتى اليوم عن إلغاء العنصريّة والتمييز الكبيرين ضدّ السود في البلاد والذين يتفشّيان في معظم المجتمعات وإدارات الدولة الأمنيّة والإداريّة على حدّ سواء.
وفي الذكرى العشرين لمسيرة نظمت في 1995 للفت انتباه الرأي العام والنواب الى الفوارق الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها السود الاميركيون، تجمّع آلاف الاميركيين السود في واشنطن قرب مقر الكنغرس الاميركي للمطالبة بالعدل، في وقت سجلت فيه سلسلة من التجاوزات الامنية التي أججت التوتر العنصري.
الأرقام الأولية كشفت أن عدد المشاركين في المسيرة تخطى 800 ألف مشارك، وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد شارك في مسيرة "مليون رجل" العام الماضي إلا أنه لم يستطع أن ينضم إليها هذا العام.
الأوضاع بلغت حدّ الإنفجار
حشود من المواطنين الأميركيين قدموا من أنحاء مختلفة من البلاد أمام مبنى الكونغرس، أنصتوا لخطابات القيادات وأبرزهم "لويس فرخان" 82 عاما قائد حركة المسلمين السود المعروفة باسم "أمة الإسلام" الذي حذر من أن "الأوضاع قد بلغت حد الانفجار"، ووصف معضلة التمييز العنصري بالولايات المتحدة بـ"البركان الذي بدأ بالتفجر"، داعياً أوباما إلى التعامل مع خروقات حقوق الإنسان وما سماها بوحشية الشرطة ضد الأقليات في الولايات المتحدة.
المتظاهرون طالبوا بالتصدي للظلم الاجتماعي الذي يمارس ضدهم، مذكّرين بمقتل مايكل براون، وتريفون مارتن، على يد الشرطة الأميركية بولايتي فيرغسون وفلوريدا.
وهذا يأتي بعدما شهد عام 2015 سلسلة حوادث متشابهة لمقتل سود أميركيين عزل سواء على يد الشرطة، أو برصاص مواطنين، ما أدّى إلى إحتجاجات عدة وأعمال شغب في عدد من الولايات الأميركية. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|