ما رأيك سيد نتنياهو لو نضع الحبوب المنوّمة للشباب الفلسطينيين في مياه شربهم أو في طعامهم أو في أفكارهم .. ما رأيك لو نقدّم لهم الحبوب المخدّرة ،نفس الحبوب التي يتعاطاها الكثير من الحكام والشعوب العربية...
ما رأيك سيد نتنياهو لو نستأصل فلسطين من ذاكرتهم ، وننتزعها من دمهم ، ونمزقها من الكتب التاريخية ، حتى إذا ما تزوجوا أنجبوا أطفالاً بلا وجوه وبلا هوية ...
حقاً شر البلية ما يضحك ، وما قام به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجعلنا نغرق في بحر من الضحك لا حدود له، إذ هو وبكل ثقة وبراءة سيطلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدم السماح ببث اﻷغاني الوطنية الحماسية في وسائل الإعلام الفلسطينية. والسبب هو أن مثل هذه الأغاني تحرض الشباب على اﻹنفعال وبالتالي تدفعهم نحو التفاعل ، وهذا ما يؤدي الى إنخراطهم في عمليات المقاومة الهدامة الشريرة ، التي تعمل ليل نهار على هدم العلاقات الحميمة بين البلدين طبعا هذا بمفهوم البريء الوديع بنيامين نتنياهو ، الذي سيرسل كلاً من مبعوثه الخاص المحامي إسحاق مولخو، ومنسق شؤون الأراضي المحتلة في وزارة الحرب بولي مردخاي، إلى رام الله للقاء عباس ونقل هذه المطالب وقائمة أخرى من المطالب يهدف تحقيقها إلى احتواء موجة العمليات الحالية.
واللافت إن تحولاً "إيجابيا" طرأ على خطاب عباس السياسي في اﻷيام اﻷخيرة ، حيث بدأ يحاول وبكل ما أوتي من قوة ضبط الأمور وعدم السماح بتواصل هذه الموجة ، على اعتبار أنها تهدد مكانته من جهة ، ومن جهة ثانية قد تدفع بالبلاد الى المجهول ..
فإذا كان نتنياهو يعمل ويبذل كل تلك الجهود حرصا على أمن واستقرار بلاده وهو لم يخطئ .. إذا على ماذا يحرص عباس في ظل كل تلك الهزائم التي تتراكم وتتزايد يوما بعد يوم ...
لا نسأل لنحصل على أجوبة .. إنما لنضيء على الكثير من الزوايا المظلمة في الصورة . "/المستقبل/" ( بقلم : منال شرف الدين )