اﻹستيراد والتصدير بابان ضروريان في علم و عالم التجارة الواسع ، بل هما من اﻷهم اﻷبواب التي تُعتمد وتعتبر أساسية في دعم البلاد ، وهي عملية يقوم بتنفيذها التجار الكبار الذي يهدفون بالدرجة اﻷولى الى بناء عمل تجاري واسع يكون على مستوى طموحاتهم .. وبالدرجة الثانية وبطريقة غير مباشرة ينعشون ويحركون اقتصاد بلادهم .. وعادة ما يتم تصدير المنتجات المحلية الى الدول التي تفتقدها وتحتاجها ، وبالمقابل يتم استيراد البضائع التي تنعش السوق بنوعيتها وأسعارها المغرية ، كي تنجح في لعبة المنافسة التي يشرعها السوق ، ولا يقف في وجهها ولا يمنعها القانون ...
لكن استيراد الدم هذا ما لا يخطر ببال إنسان خاصة إذا كان المستورد بلاد تشرع هدر الدم في الطرقات ...
فإيران اليوم تقوم بإستيراد وبكميات هائلة الدم الصيني وبملايين الدولارات هذا ما جعل المراقبين يعجزون عن فك اللغز وتبريره حيث كشفت بعض إحصائيات الجمارك خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الإيرانية الحالية ان تم استيراد 22 ألفا و992 كيلوغراما من دم البشر والحيوان لسد الاحتياجات الطبية في إيران، بقيمة ثلاثة ملايين و304 آلاف دولار،
وكشف تقرير آخر ان ايران استوردت في العام الماضي حوالي 84 ألفا و525 كيلوغراما من الدم البشري والحيواني بقيمة 10 ملايين و725 ألفا و625 دولارا، كان أغلبها من الصين تليها ألمانيا والنمسا وأميركا وتركيا والسويد وفرنسا .. وغيرها وغيرها من الصفقات التي قد تكون ضرورية في استعمالها وهنا يخطر على البال سؤالان ..
تلك الدماء التي تذهب هدرا في عاشوراء مثلاً والتي يشكك بها وبأحقيتها الكثير من العلماء الكبار ، لماذا لا تستخدم لهذا الغرض ، عن طريق التبرع .. وبدل ان تدفع تلك الملايين لشراء الدماء من هنا وهناك ، تحول الى بيوت المساكين والفقراء .. وهذا من باب العلم واﻹقتصاد والمنطق وليس أبداً من باب اﻹفتراء ...
السؤال الثاني ماذا لو أعجبت الفكرة داعش ، حينها سيكون بأيديهم نفط من نوع آخر ..وهذا ما نرجوا ان لا يكون ...
ﻷنه حتما سيزداد عدد الضحايا الذين سيموتون بعد ان يفقدوا آخر نقطة دم لديهم ، وهذا ما ندعوا الله ان لا يكون ...
وهكذا يصبح للدم الصيني حضوره في العروق اﻹيرانية ، الذي سيغلي ربما كثيراً في اﻷيام القادمة ... ( بقلم : ميسون منصور)
|