الجندي في قاموس التفسير اﻷولي البسيط البعيد عن التعقيد اللغوي، هو الحامي اﻷول للوطن ، قبل كل الرؤساء والحكومات .. نعم فهو يدافع عن الوطن ويصونه من أي شر أو خطر قد يحدق به ، وقد لا يتوانى عن تقديم روحه في سبيل عزة وكرامة أرضه وشعبه وناسه وأهله.. ألجندي بعد أن يتدرب بدنيا وعسكريا وبعد أن يخضع لدورات ثقافية و لتجارب يومية ويعيش الحالة الروحية يصبح حاضراً جاهزاً لخوض أي معركة كانت ليثبت ويؤكد لنفسه أولا ، وبعدها لمن يتولون قيادته بأنه يستحق ان يحمل اﻷمانة التي جاء ﻷجلها ، وإنها لمسؤولية جداً صعبة وتحتاج للجهد الكبير ..
لكن .. ألجندي في المعركة يقابله أيضا جندي آخر ..
جندي جاء بنفس الطريقة وبنفس الجهوزية ونفس الروح الوطنية ، فمن هنا سيفك اللغز..
هل على كل جندي أن يدرس الحالة قبل أن يوافق على أخذ أي قرار .. ؟! بالطبع لا ...
فهو يخضع لﻷوامر التي تجيء من السلطة العليا ، وبالتالي هو ملزم بتنفيذ مطلق قرار يطلب منه ...
ونعود للسؤال نفسه ..كذلك الجندي اﻵخر الذي يقابله والذي يسمى العدو أيضا هو يخضع لقرارات مرؤوسيه وبالتالي هذا الجندي أو ذاك هما ينفذان الأمر نفسه ..فلا شك إذا بمصداقية الجنديين وهكذا يبقى اﻹحترام نفسه لهذا وذاك إذا حصرنا الفكرة فقط بينهما كإنسانين .. مع التحفظ على الكثير من علامات التعجب واﻹستفهام التي نتركها ﻷصحاب العلم الخبرة ...
لكن هناك حالة أو حادثة تستحق الذكر حصلت في جنوب لبنان ، ففي إحدى اجتياحات إسرائيل للبنان استمرت احدى المواجهات لفترة طويلة جداً ، وبعد ان استطاع اﻹسرائيليون السيطرة وجدوا ان الذي كان يقاومهم طوال هذه الساعات هو جندي واحد ، جندي واحد استطاع صد مجموعة كاملة لساعات طويلة وأيضا ألحق فيها إصابات ..
فما كان من الظابط إلا أن رفع القبعة عن رأسه وقدم للجندي الغارق في دمه التحية احتراما لوطنيته ولوفائه لبلده الذي مات ﻷجله ... ( بقلم : ليلى السيد)
|