ومرة جديدة يكون عنوان قهرنا وخوفنا وقلقنا وفخرنا فلسطين ...
ومن جديد يشدنا الحبر اﻷزرق الخجول الى حبرك اﻷحمر يا عروس الشرق يا مدينة اﻷنبياء والصالحين ..
ها نحن نذهب إليك بكامل خجلنا .. بكامل أسفنا .. بكامل ترددنا .. وأيدينا فارغة إلا من السؤال :ماذا حلّ بك يا زهرة العرب ، يا شرفهم.. يا عزتهم .. يا كرامتهم .. يا أجمل وأروع وأقدس أماكنهم .. يا أول محطة يعود بها اﻹنسان الى اﻹنسان ..
ويا آخر ما تبقى لنا كي ينتشل العرب رؤوسهم المنكسة من الطين ..
ﻷول مرة يا فلسطين نعرف ونرى بأن اﻷطفال فيك تماما مثل الكبار يؤسرون .. ومثل الكبار يضربون ويعذبون ودمهم الزهري ينزفون ، ﻷول مرة نعرف بأن الصغار مثل الشهداء ينامون بسكوتهم الطويل أمام ألعابهم وأحلامهم وعن أجسادهم الطرية يبتعدون .. حيث حقائب مدارسهم الثقيلة على ظهورهم النحيفة المتعبة ملتصقة كبيوت السلاحف .. ترى .. من علم أولئك الصغار حب الكتاب حتى آخر نقطة حياة.. حتى استطاعوا حمل الهم الذي لا تقوى عليه الجبال ...
ﻷول مرة يا فلسطين نعرف بأن النساء تستطيع الوقوف مكانها أمام الدبابة التي لصوتها ترتجف اﻷشجار والبيوت .. فما نعلمه عن النساء بأنهن يخفن حتى من الفراشات ..من علمنهن كل هذا الصمود ..من وهبهن كل هذا الحب الذي طاف حتى بات يصنع للرجال الحريات ..
ﻷول مرة يا فلسطين نعرف بأن اﻷموات يعودون من قبورهم ليغرسوا عظامهم في عيون الغزاة ومرة ثانية يستشهدون...
عذراً فلسطين إن نسيناك ..عذراً إن بين أنياب الذئب تركناك .. عذراً إن خانتنا الذاكرة ، وأضعنا الطريق إليك ..
|