تميل الشجرة مع الهواء كما يشاء ، فتتحرك بشكل جنوني غير مدروس فنسميها رقصة ، لكن هي في الحقيقة لعبة أو تحايل من أجل البقاء .. كذلك تفعل النسور في اﻷعالي حين تمتطي صهوة الرياح .. وهذا ما تفعله النجوم حين تلملم حقائبها مستعدة للرحيل لمجيء الصباح ...
هي لغة يجب أن يتقنها كل من أراد أن يعيش ويستمر بوجوده حتى آخر كلمة له في هذه الحياة .. وما التعصب للرأي وللفكر الذي ورثناه دون أي نقاش
أو علم سوى صخرة عملاقة لا ترحم كل من تسقط عليه ، فتحطمه وتلغي رؤيته الصحيحة لﻷمور وتجعله غير قادر على تحديد مكانه وخارطة طريقه ..
التعصب إن تملكنا وسيطر علينا وما عرفنا كيف نلجمه ونحجمه قد يأخذنا الى حيث هلاك الجميع ..
التعصب بتعريفه الكلاسيكي هو عدم قبول الحق حتى عند ظهور الدليل والبقاء على الرأي الخاطئ حتى آخر نفَس .. وهو باﻷصل ظاهرة قديمة وحديثة في آن ترتبط بها العديد من المفاهيم كالتمييز العنصري والديني والطائفي والجنسي والطبقي، وهذا ما تعلمناه جميعا من دراستنا للحروب والصراعات التاريخية التي ما زالت طبولها تقرع في آذاننا حتى اليوم ، نعم التعصب للدين أو العرق أو اللون هو سبب تشتت الكثير من الشعوب ، ولﻷسف ما زالت هذه الظاهرة تتجدد باستمرار في عصرنا الحالي وتشكل آفة تدمر اﻷحلام واﻷمال عند الكثيرين ....
فهل سنقدر على الخروج بأنفسنا سالمين من أخطبوط يمسك بأعناقنا جميعا ..
هل سنجرؤ على رؤية الحقيقة كما هي ، ونقلها كما نراها لا كما نتمناها ...
وهل سنجد في المكان اﻵخر من يفكر كما نفكر ..ويريد ما نريد ...؟؟! ( بقلم :سارة الريس )
|