ليس هناك أصعب من العودة الى الصورة ، لتبدأ رحلة البحث عن نفسك والتغزّل بما كنت فيه والتأسف على ما أصبحت عليه .. ليس هناك أخطر من العودة للوراء لتؤكد لنفسك أو لمن حولك الى اين وصلت بعد أن التهمتك ذئاب اليوم التي هي مستقبل اﻵمس ..
ما جعلني أقول هذا هو دونالد ترامب رجل اقتصادي رقم واحد ومؤلف كبير وهو أحد مرشحي الرئاسة اﻷمريكية الحاليين، حيث قال : إن الشرق الأوسط كان سيصبح أكثر استقرارا لو ظل صدام حسين ومعمر القذافي على رأس السلطة في العراق وليبيا ...
طبعاً نحن بكل بساطة نرى الصورة المقصودة ونفهم المعنى المراد طرحه ، فالخطأ أن يدفعنا السيء الى اﻷسوأ والقبيح الى اﻷقبح ، لكن هل على العالم من اﻷن وصاعداً القبول بمطلق حاكم ظالم فقط حرصاً على أن ﻻ يصلوا الى ما وصلت اليه العراق وليبيا ، وهل ما يحصل وسيحصل في تلك البلاد هو نتيجة متوقعة من مطلق ثائر وعاقل على وجه اﻷرض ..؟! بالطبع لا ...
إن إزالة تلك الرؤوس الخبيثة من فوق اكتاف الشعوب هو أمر كان لا بد منه ، ولﻷسف لم تكن الشعوب لتتوقع بأنها ستصل الى ما وصلت اليه ، وانه سيحل بها ما حل ...
وثمة رائحة علينا ان نشمها نحن أصحاب اﻷنوف الصغيرة في كلام مرشحنا اﻵمريكي ، فتعالوا ندقّق باﻷمر( كان الشرق الأوسط سيصبح أكثر استقرارا في ظل وجود القذافي وصدام في السلطة ) وفي شرحه للفكرة قال "تستطيعون فهم ذلك إذا نظرتم إلى ليبيا.. أنظروا ما الذي فعلناه فيها. إنها فوضى ..نعم فوضى بالمعنى الكامل للكلمة ". ووراح يقارن ترامب بين الجهود الراهنة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من الحكم، وبين الإطاحة بالقذافي فقال إن شخصا أسوأ قد يحل محل الأسد إذا أطيح به من السلطة ..
إذا لا مشكلة من بقاء اﻷسد رئيسا في العين اﻷمريكية الصافية الواضحة ..
لا مشكلة من التدخل الروسي الذي بدأ يثمر شيئا فشيئا..
لا مشكلة من كل هذه المشاكل .. طالما ان المسرح اصبح فارغا الا من أبطاله ، الذين قبلوا بأن يبقوا على المسرح حتى بلا شعوب لتصفق لهم كلما أبدعوا ... "/المستقبل/" (بقلم : بقايا)
|