إلى الوراء در .. لا شيء يمشي إلى اﻷمام في لبنان بإستثناء الوقت ، وما يؤجَّل إلى الغد يموت في ثلاثة اﻹنتظار ، ولا شيء يولد في هذا البلد الذي لطالما تغنى به الشعراء الاّ اﻷطفال .. حتى اﻷطفال لو يعرفون إلى أين هم واصلون اليوم ﻷلغى الكثيرون منهم رحلتهم وفضلوا البقاء في خبر كان ...
وبين استمرار المماطلة من قبل الحكومة المهزوزة وتأجيلها لطرح الحلول المناسبة للمشاكل التي تعصف بالبلد ، وبين عودة المظاهرات الصاخبة الى الشارع ، ينتظر الجميع ليسمعوا صافرة البداية ، للعبة شد المواقف وتسجيل الهزائم والخسارات ...
فبعد تأجيل جلسة مجلس الوزراء إلى أجل غير معروف، لا يفترَض استبعاد أن يعمد رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تأجيل الحوار المزمَع عقده في 6 و7 و8، لأنّ ظروف إنجاحه غير متوافرة، ومن هنا الساعات المقبلة مصيرية لتحديد الاتجاه . فإمّا أن تتحلحل الأمور، وإمّا أن تتعقّد ويدخل لبنان في مرحلة من التصعيد السياسي الذي لا أحد يستطيع التكهن بما سينتج عنه . فمعالم التسوية ستتظهّر الأسبوع المقبل إذا كان هناك من فرص جدّية لإنجاح هذه التسوية، وبالتالي الحكومة والحوار معلّقان على نتائج الاتصالات القائمة على قدم وساق.
وفي الوقت الذي دخلت على خط المعالجات أكثر من جهة ديبلوماسية حرصاً على الاستقرار، إلّا أنّ البارز تأكيد هذه الجهات أنّ حرصها على الاستقرار لا يعني إطلاقاً تغطية أيّ قرار أو تسوية تمسّ بالجيش اللبناني وهيبته ودوره، خصوصاً في ظل التعويل الكبير عليه دولياً وداخلياً لإبقاء الوضع اللبناني مستقراً ...
وهكذا يبقى كل شيء معلقا رهن انتظار النتائج ..
والمواطن بحالة قلق وتشتت وضياع ..
وما سيأتي ربما لا أحد ينتظره ، فلبنان إذا دخل تلك الدائرة نكون قد فقدنا أخر محطات اﻷمان في المنطقة ..
وهكذا نبقى على أمل ... (بقلم : ميسون منصور)
|