في علم المنطق ، أحيانا نقبل باللاّ منطقي ، لكن من اللاّ منطقي ان نرضخ دائما أمام أي شيء منطقي كي نكون منطقيين ، والمراهق لا يؤاخذ حين يقف أمام المرآة وبكل ثقة يسرح شعر سواه لغياب كامل قدرات العقل في تلك المرحلة بالذات ...!
فما قاله وزير الخارجية السوري وليد المعلم باﻷمس جعلنا لا نراه معلما و عارفا و قارئا دقيقا للمشهد اليومي الحقيقي الذي نراه ويراه العالم بأسره على المسرح السوري .. المعلم بدا وكأنه يغني على موسيقى لا يسمعها أحد سواه ... انه يرى بأن بلاده مستمرة بمحاربة الارهاب قولا وفعلا وأن جيشها قادر على تطهير البلاد من الإرهابيين ، لكن على المجتمع الدولي أولا ان يلعب دوره في اقفال تلك الفجوة الكبيرة التي يتسلل منها اﻹرهابيون الى بلاده .. كلام المعلم جعلنا ندور في أرضنا تائهين ضائعين ، غير فاهمين .. بعد أن خلط المنطق باللاّ
منطق واﻷبيض باﻷسود ، والملح بالسكر ..
وما عدنا نعرف بأي طريق نمضي و بأي دائرة ندور ...
واستطرد المعلم قائلا ان سوريا "لم تتوقف يوما عن الدعوة والتشبث بالمسار السياسي انطلاقا من الرؤية التي أثبتت صوابيتها وإن مكافحة الإرهاب هي أولوية للسير بالمسارات الأخرى فلا يمكن لسورية أن تقوم بأي إجراء سياسي ديمقراطي يتعلق بانتخابات أو دستور أو ما شابه والإرهاب يضرب في أرجائها ويهدد المدنيين الآمنين فيها" ، وينسى المعلم أو تناسى بأن اﻹنتخابات التي يتكلم عنها لم تكن يوما في شكلها الصحيح ، فالقمع الفكري واللعب والتلاعب بعملية الغاء او استبعاد القدرات التي يحتاجها البلد في عملية نهوضه من جماده كانت وما زالت مستمرة في لعب دورها القاتل في بلاده ...
وأشاد المعلم وكان لا بد أن يشيد بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقيام تحالف دولي اقليمي لمكافحة الإرهاب بقوله "ان هذه الدعوة لاقت اهتمام الحكومة السورية ودعمها، فالإرهاب لا يحارب من الجو فقط وكل ما سبق من عمليات لمكافحته لم يؤد إلا إلى انتشاره وتفشيه فالضربات الجوية غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش الذي يحقق المستحيل على اﻷرض...
ضربة المعلم بدت كمن يرسم على وجه الماء ...
هو معذور ربما ، الطائرة الروسية أعطته من الثقة ما أفقده صوابه ..وها هو يضيع أكثر وأكثر ... (بقلم : أريج سلمان)
|