بعيدا عن نوع جرم الذي أدخله السجن .. عن حجمه .. بعيدا عن بعض أو كل اﻷسباب التي دفعته لفعله .. بعيدا عن فترة حكمه .. كما قضى منها ، كم بقي له...
ألسؤال الذي نحب أن نتجرأ على طرحه .. ألا يستحق السجين نظرة عفو منا نحن من نزعم بأننا لن ولم نخطئ يوماً .. ألا يستحق لمسة شفقة قد تعيده الى أول خطوة له نحو اﻷمل من جديد .. ألا يستحق أن نفاجئه بليله المظلم ونفتح له الباب ونقول له خذ حريتك التي لم تعد تتوقعها .. حريتك التي لم تعد تحلم بها ..
كم نحن عظماء ان استطعنا فعل ذلك ...
ونسأل أنفسنا هل من الممكن فعل هذا .. هل تحقيق الفكرة مستحيل .. هل هناك من سيقدم على التنفيذ ..ويجيء الجواب بغرابته نعم ..
فباﻷمس وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، أمر حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، بالعفو عن 490 سجيناً في دبي ومن مختلف الجنسيات.. ألخبر الذي أفرح الكثيرين وأدخل السرور الى قلوبهم المعذبة العطشى ...
وهذا العفو له بعده اﻹنساني الخاص حيث يأتي في إطار حرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على منح المحكومين المشمولين بالعفو فرصة جديدة لمواصلة حياتهم مع أسرهم وذويهم" بما لذلك من آثار إيجابية مهمة على تلك الأسر ومعاونتها على مواصلة حياتها باسلوب طبيعي يمكنها من لعب دورها المنتظر ضمن النسيج العام للمجتمع والذي لا تتواني إمارة دبي وقيادتها في توفير كافة المقومات اللازمة لتعزيز تلاحمه وترسيخ تماسكه وتدفعه دائماً إلى الأمام"...
إذا المستحيل أصبح ممكنا ..والممكن أصبح واقعا نعيشه ونلمسه بأيدينا ..
ونخطئ كثيرا ان اعتقدنا بأن التسامح سيدفع بالمجرم ﻵن يتمادى بإجرامه .. فأحيانا لمسة الحب تشفي أكثر من ضربة السوط التي قد تزرع بذور الشر لمطلق فرصة قادمة ... "/المستقبل/" ( بقلم : بقايا)
|